مقدمة
يعاني السنة في العراق، منذ الغزو الأمريكي عام 2003 تهميشاً واضحاً، ولم يقتصر ذلك على الجانب السياسي وإنما تعداه إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، فقد قادت الأحزاب والجماعات الشيعية، بدعمٍ مطلقٍ من إيران، يقابله تقاعس عربي وإقليمي ودولي، حملة منظمة تهدف إلى القضاء على أهل السنة، فقاموا بتنفيذ عمليات اغتيالٍ وتهجير واعتقالٍ منظمة، ثم لم يكتفوا بذلك، بل عمدوا إلى محاولة تغيير ثقافة السكان عن طريق تغيير المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، بما يضمن بناء جيل محملٍ بالعقائد والأفكار الإمامية الاثنا عشرية.
قابل هذا العمل المنظم من قبل الجماعات والأحزاب الشيعية ضعف وتشرذم واضح اعترى أهل السنة في العراق، وقد وصلت الأمور ذروتها عندما سيطر “تنظيم الدولة” (داعش) على معظم المناطق العربية السنية في شمال العراق وغربه، حيث أصدر السيستاني فتوى “الجهاد الكفائي” التي تشكّل على إثرها ما يسمى “الحشد الشعبي”، لتتشكل بذلك ميليشيا شيعية خارجة عن سلطة الدولة وخاضعة للسلطة الشيعية الإيرانية.
ستتطرق هذه الورقة إلى واقع أهل السنة ومستقبلهم في العراق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 حتى يومنا هذا.