المصالحة-الخليجية-وانعكاساتها-على-المنطقة-مصحح-

المصالحة الخليجية وانعكاساتها على المنطقة

وحدة الرصد والتحليل

|

2020-12-19

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
وحدة الرصد والتحليل

|

2020-12-19

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
وحدة الرصد والتحليل

|

2020-12-19

|

طباعة

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest

عاد مجدداً الحديث عن قرب تحقق المصالحة الخليجية عقب إعلان وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، الجمعة 4 من ديسمبر/كانون الأول، تكلل جهود بلاده بالتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقرب المصالحة الخليجية، حيث “جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية..”، وقد لاقى الإعلان تفاعلات إقليمية ودولية مبارِكة لجهود الوساطة لحل الأزمة التي أثرت في العديد من ملفات المنطقة، في حين اتسمت مواقف الدول المعنية بالمصالحة بالترحيب المتحفظ. ورغم زيارة جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، للدوحة، وزيارة وزير الخارجية الكويتي لمصر، ومرور عدة أيام، لم تبرز مؤشرات جادة- باستثناء بعض التصريحات- على حدوث تحسن في العلاقات بين دول المصالحة الخليجية (الأزمة)، على المستوى الثنائي أو الجمعي، وضعف التهيئة الإعلامية والسياسية للمصالحة.

يتناول تقدير الموقف مستجدات المصالحة الخليجية ودوافع المصالحة، وتعاطي الدول المعنية معها، كما يسعى إلى مناقشة مستقبل المصالحة الخليجية وانعكاساتها على المنطقة.

مستجدات المصالحة الخليجية

بعد حالة من الركود عقب مرض أمير الكويت السابق صباح الأحمد الصباح ووفاته، وهو الذي قاد الوساطة على مدى السنوات الماضية، أعلن وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، الجمعة 4 من ديسمبر/كانون الأول، أنه “جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية أكدت فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم”.

كما وجه الصباح الشكر إلى جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، “على الجهود القيمة التي بذلها مؤخراً في هذا الصدد”.

وقد سارعت قطر للتعليق، حيث قال وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد، ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة”.

الموقف السعودي اتسم بالترحيب بجهود الكويت، والتطلع المتحفظ لنجاح المصالحة، حيث جاء الرد السعودي متمثلاً بتغريدة لوزير الخارجية، فيصل بن فرحان، “ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة”.

الموقف الإماراتي اتسم بالغموض، وتعمد تجاهل التفاعل مع الأخبار المتداولة عن قرب المصالحة الخليجية، وبعد أن أكد الدكتور عبد الخالق عبد الله، الذي يعرف بأنه مستشار لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، أن المصالحة الخليجية لا يمكن أن تتم دون موافقة حكومته، فإنه لاحقاً ونتيجة ضغوط، حذف تغريدته تلك، وأشار إلى وجود اتصالات لحل الأزمة الخليجية.

النظام المصري من جهته كشف، على لسان وزير خارجيته سامح شكري، 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن “تفاهمات واتصالات تمت بشأن المصالحة مع قطر”، مشيراً إلى أن “هناك طروحات من أجل مرحلة جديدة تتفادى التأثيرات السلبية للسياسات القطرية”.

وقد جاء موقف البحرين منسجماً مع الموقف الإماراتي وطبيعة توتر العلاقات الثنائية شبه الدائمة مع قطر، غير أنه يمكن أن يتأثر بالموقف السعودي في حال توفرت رغبة الرياض بالمصالحة؛ فوسط الأجواء التفاؤلية بقرب انتهاء الأزمة الخليجية، تكررت مظاهر احتكاكات الخلافات الثنائية بين قطر والبحرين بالظهور على المستوى الإعلامي والحدود البحرية بين الدولتين، فقد ذكرت صحيفة الشرق القطرية، في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن دوريات أمن السواحل والحدود أوقفت طراداً بحرينياً في منطقة فشت الديبل داخل حدود المياه القطرية بـ1.3 ميل بحري، وهذه المرة كان 3 بحارة على متن الطراد يمارسون الصيد بواسطة القراقير، أحدهم بحريني الجنسية واثنان آسيويان، وقد أحيلوا، بالإضافة إلى المضبوطات، إلى النيابة المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم. وقبل نحو أسبوعين من الحادثة، 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخل زورقان بحرينيان المياه القطرية، وبررت المنامة الحادث بأن الزورقين فقدا الاتصال، وتم التنسيق بين الجهات المعنية لعودتهم.

دوافع المصالحة الخليجية

تتراوح دوافع المصالح الخليجية بين رغبات ذاتية محدودة للدول المعنية، ورغبة ومصالح للفاعل الخارجي، وتحديداً الكويت والولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تجلت رغبة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق إنجاز في نهاية ولايتها للأزمة التي حدثت بداية توليها السلطة، ومعالجة شبهة تواطؤها مع الدول المناوئة لقطر، فمؤخراً أرسل الرئيس ترامب صهره ومستشاره جاريد كوشنر إلى دول الخليج لتسوية الأزمة الخليجية، فيما فسرت الدوافع أيضاً بمواجهة التحديات الأمنية لمنطقة الخليج واحتمالية القيام بإجراءات ضد إيران، وربما أيضاً محاولة تحجيم نفوذ الدول الإقليمية والدولية (تركيا والصين وروسيا). ومن ضمن الدوافع المتوقعة ترتيب البيت الخليجي وتهيئة الأجواء لانتقال السلطة في بعض دوله.

سيناريوهات المصالحة الخليجية وانعكاساتها

تتباين انعكاسات المصالحة الخليجية وفقاً لمدى إمكانية تحققها المتعلقة بالمراجعات الذاتية لمصالح ومقاربات ومبادئ العلاقات البينية للدول المعنية، وامتدادات علاقاتها مع حليفاتها الإقليمية والدولية.

السيناريو الأول: فشل المصالحة الخليجية

يفترض هذا السيناريو استمرار الأزمة الخليجية بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر؛ نظراً لتعقيدات الأزمة وتناقض مصالح الدول، وأن الجهود التي تدفع لتحقيق المصالحة جهود خارجية أكثر من كونها تعبر عن إرادة ذاتية نابعة عن مراجعات وتفاهمات حقيقية.

يعزز هذا السيناريو غياب المؤشرات العملية على المصالحة، التي تدل على بدء طي مرحلة الخلافات وتحقيق المصالحة، ومن ثم فانهيار المفاوضات أو تجميدها احتمال منسجم مع سلوك الدول خلال سنوات الأزمة وعدم تجاوبها الإيجابي مع الجهود التي قادها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل لإنجاح وساطته وتحقيق المصالحة.

ورغم الجهود التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد تفضل الدول، وخصوصاً المحاصِرة/ المقاطِعة لقطر، تأجيلها حتى تتولى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة مطلع العام القادم، وتوظف المصالحة في تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة.

يضعف هذا السيناريو صعوبة استمرار الأزمة إلى أجل مفتوح، فقد طالت مدتها، في ظل التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، وقيام بعض دول الأزمة (الإمارات والبحرين) بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، والتساؤلات المجتمعية حول مفارقات العلاقات وأولويات التطبيع مع قطر.

– انعكاسات سيناريو فشل المصالحة

فشل المصالحة الخليجية يعني استمرار حالة التوتر في العلاقات بين دول الأزمة، وإدارة صراعاتها بالوكالة، وتعزيز علاقات كل منها منفردة مع الدول الإقليمية والدولية، إضافة إلى توظيف المنصات الإعلامية واللوبيات في الدول الكبرى والمنظمات الدولية، وتشديد الإجراءات ضد الشخصيات المحلية التي لا تؤيد استمرار الأزمة الخليجية.

السيناريو الثاني: مصالحة شاملة ودائمة

يتوقع هذا السيناريو أن تتوصل الدول الخليجية إلى حل شامل للأزمة وتحقق مصالحة دائمة، تمنع تكرارها، كخلاصة لتجربة مريرة مرت بها الدول وشعوبها، وحاجة الدول إلى التهدئة، وتحسين صورتها، وتوفير الجهود والأموال التي خسرتها “الدول” طوال مدة الأزمة.

يدعم هذا السيناريو، الأقل حظاً في هذه المرحلة، المشتركات الجغرافية والمجتمعية، وكذلك التهديدات المشتركة التي تواجهها الدول الخليجية، وضرورات العيش المشترك في المنطقة، إضافة إلى حاجة قطر لرفع القيود التي فرضت عليها، ومحاولة ترامب إخضاع الدوحة للتطبيع مقابل المصالحة، ورغبة الرياض في تحييد الماكينة الإعلامية في مرحلة انتقال الحكم، واستعداد الرياض لفتور العلاقة مع واشنطن، ومن ثم تقليل فرص إيران.

يضعف هذا السيناريو تعقد المشاكل بين دول الأزمة الخليجية، إضافة إلى مصر، وامتدادات علاقاتها الخارجية، وغياب الثقة فيما بينها، التي عززتها الإجراءات الشديدة التي اتخذت خلال الأزمة، ومحاولة تصدير شخصيات تطعن بأحقيتها في الحكم، والتهديد باجتياح قطر، والقناعات التي خلصت لها “قطر” بفاعلية تعزيز أمنها القومي بالتحالفات الإقليمية.

– انعكاسات السيناريو في حال تحققه

وقف الحملات الإعلامية، وعودة التنسيق في السياسة الخارجية تجاه الملفات الإقليمية، وتوظيف علاقاتها الثنائية في تعزيز أمنها القومي المشترك، ومن ضمنها حرب اليمن.

وعلى المستوى الداخلي، قد تنعكس المصالحة الخليجية على إطلاق الشخصيات المعتقلة بسبب توجهاتها أو مواقفها السياسية والإصلاحية بهدف تعزيز علاقة الأنظمة بمجتمعاتها، أو قد تستغل تلك المصالحة لتشديد الإجراءات ضد تلك الشخصيات وغيرها التي لا تظهر حماساً للسياسات الحكومية.

السيناريو الثالث: تسوية مظاهر الأزمة وبقاء التوجس

يتوقع هذا السيناريو أن تقتصر المصالحة الخليجية على تطبيع العلاقات على المستوى الرسمي وعودة العلاقات الدبلوماسية، واتخاذ إجراءات ضرورية؛ منها: فتح المجال الجوي أمام الطيران القطري والمنافذ الحدودية، مع استمرار احتفاظ الدول ببعض سياساتها وتحالفاتها، كأوراق ضغط، واستمرار حالة الترقب والتخوف من التعامل الإيجابي من قبل بعض رجال الأعمال والشخصيات العامة مع مظاهر المصالحة، بعدما لمسوا شدة الإجراءات التي اتخذت.

يعزز هذا السيناريو تداخل الدوافع بين ضغوط الإدارة الأمريكية ودوافع الإرادة الذاتية لدول المصالحة/الأزمة في تحقيق مصالحة شاملة ودائمة، وحالة التنافس الثنائي بين دول الخليج المعنية بالمصالحة/الأزمة، وتباين المصالح والتحالفات الإقليمية على المستوى الرسمي وعلى مستوى المكونات المحلية.

ويعد هذا السيناريو الأكثر ملاءمة في حال تحققت المصالحة، حتى تستعيد قيادات الدول الثقة في علاقاتها، وتثبت قدرتها على معالجاتها لتقاطع المصالح والمخاوف التي تظهر من وقت لآخر.

– انعكاسات السيناريو في حال تحققه

يتكون السيناريو، في حال تحققه، من مرحلتين؛ المرحلة الأولى قد تنقل المصالحة إلى مرحلة متقدمة (سيناريو المصالحة الشاملة والدائمة)، وفي حال فشلها تعاود الأزمة، وقد تكون أكبر من سابقاتها (سيناريو فشل المصالحة)؛ ومن ثم فإن انعكاسات السيناريو مزيج من مبادرات إثبات حسن النية مع الاحتفاظ بأدوات الضغط وممارسة بعضها عند الحاجة، وتحصين الأمن القومي على المستوى الفردي (قطر).

أما على المستوى المحلي لدول الخليج فكل دولة تتصرف بسيادة وسلطة مطلقة، هدفها الحفاظ على نظامها وأمنها القومي، وإذا توفرت لديها رغبة في تحسين العلاقات مع الشخصيات صاحبة الرأي والتأثير فهي تقوم بها دون اعتبارات لجيرانها، سوى تحاشي بعض الضغوط الغربية أو استثمارها.

الكلمات المفتاحية :