|

جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتيّة

جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتيّة قراءة في النشاط المدني والحضور المُجتمعي

سهام الدريسي

|

2023-01-05

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
سهام الدريسي

|

2023-01-05

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
سهام الدريسي

|

2023-01-05

|

طباعة

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest

تمثل جمعية “الإصلاح الاجتماعي” الكويتية أحد تعبيرات العمل الاجتماعي المتجذر تاريخياً داخل منطقة الخليج العربي، وتعد من أقوى الجمعيات وأكثرها تأثيراً وعراقة وإنجازاً في المجال الاجتماعي -التطوعي. ومما يؤكد عراقةَ التجربة المدنية لجمعية الإصلاح الاجتماعي تجذرُ العمل الخيري في الثقافة الشعبية للمجتمع الكويتي؛ فهي جمعية نفع عام بمقتضى القانون 24 لسنة 1962 المتعلق بالأندية والجمعيات حاملة المشروع الاجتماعي-الدعوي[1].

وقد تحول العمل الخيري-الإنساني إلى عمل مؤسساتي واستراتيجية قابلة لتحقيق مجموعة مشاريع داخل الكويت وخارجها، وازدادت الثقة والإشعاع المحلي-الإقليمي لجمعية الإصلاح الاجتماعي بعد تحصلها على المركز الأول في قائمة “الجمعيات الخيرية الأكثر شفافية في العالم العربي” ضمن مسابقة مجلة “فوربيس الشرق الأوسط” لعام 2012[2].

تمثل الجمعية نموذجاً لدراسة طرق المشاركة الجمعياتية-المواطنية التي تتبعها الجمعيات المدنية ذات المرجعية المحافظة في منطقة الخليج العربي، وتهتم الجمعية أساساً بإصلاح الفرد والأسرة في إطار العقيدة والقيم الإسلامية. ومن هذا المنطلق تجدر الإشارة إلى أن المرجعية الدينية غالبة على المشروع المدني للجمعية، فهي تتبنى في شعارها الآية القرآنية: ﴿إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب[3]. والتداخل بين الاجتماعي والديني أمر طبيعي في مجتمع خليجي كالكويت.

يضاف إلى ذلك أن الدراسات لطالما اهتمت بالمنظومة الريعية-الاقتصادية لدول الخليج العربي أو نظم حكمها، متغاضية عن تقديم تحليلات معمقة عن الدور الحيوي لقوى المجتمع المدني، وقوة تأثيرها في سياسات الحكومة، إلى جانب تجذرها التاريخي في المشهد السياسي منذ عقود، خصوصاً في الكويت. حيث من المؤكد أن عراقة وصمود جمعية الإصلاح الاجتماعي على مدار عقود، منذ تأسيسها في 1963، يثبت أن المنظومة الريعية والسخاء الاقتصادي لا يمنعان ظهور فاعل مجتمعي يشارك الحكومة في سياساتها ومجهوداتها لبناء الدولة من خلال أنشطتها الخيرية والاجتماعية-المدنية. وقد أثبتت تجربة جمعية “الإصلاح الاجتماعي” فعالية مشاركتها المدنية والميدانية في معاضدة مجهودات الدولة الكويتية لمجابهة الإشكاليات الاجتماعية من خلال أعمال متناسقة وجامعة للجانب التطوعي والتوعية الدينية-التربوية والأعمال الخيرية داخل حدود الدولة الكويتية وخارجها. فهي تمثل نموذجاً حياً لقوة جمعياتية مدنية متجذرة داخل التاريخ الاجتماعي والثقافي للدولة الكويتية إلى حد التماهي.

إضافة إلى ذلك، فإن جمعية الإصلاح الاجتماعي تعكس نموذجاً ذا أهمية بالغة لدراسة طرق تفاعل القوة المدنية واستيعابها لمختلف التغيرات البارزة على جميع الأصعدة؛ السياسية، والاقتصادية، والفكرية، والثقافية في العالم العربي.

وقد استطاعت الجمعية الانخراط في ديناميكيات بناء الدولة الحديثة الكويتية، فهي نموذج للحركات المدنية التي استطاعت التحول تدريجياً من قوى جمعياتية-خيرية مجردة، إلى فاعل مشارك ذي مشروع اجتماعي-ثقافي. هذه المشاركة المدنية تجعل جمعية الإصلاح الاجتماعي  تجربة استثنائية بسبب إسهامها بأنشطتها ومشروعها المؤثر في صنع القرار في الكويت، حيث لطالما حظيت بقدرة عالية على القيام بأدوار خيرية وإنسانية واجتماعية ذات تأثير عميق في الداخل الكويتي وصورتها المشعة خارجياً.

في هذا السياق، من المهم الاستئناس بتعريف قدمه رئيس جمعية الإصلاح، حمود الرومي، في الذكرى الخمسين لتأسيسها، قال فيه: إن “جمعية الإصلاح الاجتماعي هي هيئة إسلامية كويتية تعمل على تحقيق الصالح العام الذي جاء به الإسلام وما يتصل بذلك من أعمال مشروعة. وهي جمعية نفع تخدم العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية والخيرية في المجتمع”[4]. هكذا تنخرط جمعية الإصلاح في صلب المؤسسات الاجتماعية والأندية الرياضية والمنظمات الخيرية والمؤسسات التعليمية.

تسعى هذه الورقة البحثية إلى تحليل سيرورة تشكل جمعية “الإصلاح الاجتماعي” الكويتية بوصفها فاعلاً مجتمعياً-مدنياً ذا تأثير على الساحة الكويتية، وتفسير أبرز مقارباتها الإصلاحية لكونها كياناً حاملاً لمشروع دعوي واجتماعي، ومن ثم فإن صمودها والإبقاء على دورها الحيوي داخل الكويت على الرغم من الاتهامات الموجهة إليها أحياناً بارتباطها بالتيارات السياسية الإسلامية “الإخوان المسلمين” يعد نجاحاً يستحق الدراسة البحثية.

ومن المؤكد أن الحضور المكثف ميدانياً وداخل دوائر صنع القرار الحكومي ساهم في إشعاع جمعية الإصلاح الاجتماعي بوصفها قوة مدنية، لذا ستركز الورقة البحثية على الطبيعة المركبة والمتميزة لهذه الجمعية المدنية التي استطاعت التوليف بين أدوار متعددة ومتشابكة؛ كما ستقوم بتحليل العمق التاريخي للجمعية، وهياكلها المنظمة ومزيج النشاطات الاجتماعية والثقافية والوطنية والخيرية وغيرها التي تشرف عليها الجمعية.

تحقيقاً لهذه الأهداف قُسمت الورقة إلى محاور كبرى نتطرق فيها إلى مجموعة من الأدوار تضطلع بها جمعية الإصلاح الاجتماعي، بكونها قوة مدنية تؤدي دورها الوطني من خلال المحافظة على الدولة الكويتية، ودور اجتماعي داخلي وخارجي، وتسهم إسهاماً مكثفاً في نشر الفكر الوسطي .

المحور الأول: السيرورة التاريخية لتطور النشاط المدني لجمعية الإصلاح الاجتماعي

منذ بدايات تأسيسها استطاعت جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية الانتشار في أغلب المحافظات الكويتية، إذ تغطي عدداً كبيراً من المناطق البدوية والحضرية، وتتميز بتنوع فئوي ومناطقي وعشائري على مستوى عضويتها، يستوعب حالة التنوع المجتمعي. كذلك تجدر الإشارة إلى أن الجمعية عملت على تعديل نظامها الأساسي أكثر من مرة، بهدف استيعاب المتغيرات الجديدة، وتسهيل عملية الانخراط والانضمام إليها.

وبهذا عززت الجمعية ما يُعرف بسياسة الانفتاح؛ لتضم إليها أعضاء متنوعي المرجعيات الأيديولوجية، ومن المعلوم أن هذا الانفتاح عززه تخصيص كل الضروريات لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية والتربوية وغيرها من الخدمات المستقطبة للمنخرطين[5]. وقد كثفت الجمعيةُ – وهي الواجهةُ المدنية ذات المرجعية الإسلامية – الاستفادةَ من حالة التنوع الفكري والثقافي والقبلي-الاجتماعي والمناطقي الذي يميز المجتمع الكويتي.

أولاً: جمعية الإصلاح الاجتماعي.. النشأة والأهداف

منذ بداياتها مثلت الجمعية امتداداً للتوجه الإسلامي الذي اختارته سابقاً جمعية الإرشاد؛ حيث حافظت على بعض قياداتها القديمة، وضمت إليها مجموعات شبابية جديدة ومختلفة المرجعيات الفكرية. أُسست الجمعية إثر اجتماع عُقد في ديوانية “فهد الحمد الخالد” في عام 1963، وقد شارك كثير من الشخصيات ذات المرجعية الإسلامية وغيرهم في تأسيسها، منهم على سبيل المثال عبد الله علي المطوع وصبيح البراك وفهد الخالد[6]. واستطاعت تأمين واجهة مدنية محايدة عن المجال السياسي والأيديولوجيا الدينية في الآن ذاته تسمح للمواطنين الكويتيين وباقي الشرائح الاجتماعية بالمساهمة الخيرية-الإنسانية من جهة، وإشباع البعد الروحي-الديني، من جهة أخرى.

وتعد جمعية الإصلاح الاجتماعي – كما سبق معنا- امتداداً لجمعية الإرشاد، وقد كان لهذه الأخيرة إسهام فعال في سنوات ما قبل الطفرة النفطية، حيث شهدت الكويت أوقاتاً صعبة كانت تفتقر فيها إلى الخدمات الأساسية على غرار الخدمات الصحية، كما كانت تفتقر حتى إلى المياه النقية، ومن ثم فقد عملت جمعية الإرشاد على توفير بعض الخدمات الاجتماعية، وإطلاع الحكومة على احتياجات الشعب عن طريق مجلة الإرشاد ومن خلال العلاقات الشخصية التي تربطها مع مسؤولين في الحكومة. وعلى الرغم من أن حركة الإرشاد لم تكن ترى نفسها منظمة تقدم الخدمات الاجتماعية فإنها عملت على حل مشاكل الشعب اليومية حسب ما تقتضيه الحاجة؛ فعلى سبيل المثال، ووفقاً لمقال في مجلة الإرشاد بعنوان “غلال وخضر العراق”، اهتمت جمعية الإرشاد بمسألة تلبية مطالب الشعب لتحسين الخدمات الصحية وتوفير المياه النقية والغلال والخضر. فقد ذكر المقال أنه “مؤخراً، انتشرت عديد الأمراض في الكويت، وخاصة أمراض العيون والسل، بالإضافة إلى مشكلة الضعف الفيزيولوجي، ويرجع ذلك إلى عدم توفر الغلال والخضراوات التي تحتوي على الفيتامينات اللازمة للوقاية من مثل هذه الأمراض، وقد ساهمت حركة الإرشاد في توفير الموارد اللازمة لحل هذه المشكلة”[7].

أُسست جمعية الإرشاد في العام 1947، وكانت أول جماعة ذات مرجعية إسلامية في دولة الكويت، بعد أن التقى عبد العزيز علي المطوع بحسن البنا، في عام 1952، وأنشئت جمعية الإرشاد الإسلامي رسمياً، وقد التزمت الجمعية منذ بداياتها بنشر الثقافة والتعاليم الإسلامية بين الأجيال الجديدة من الكويتيين.

عرفت جمعية الإرشاد انفتاحاً كبيراً على التجارب المقارنة في المنطقة العربية حيث تأثرت وتفاعلت مع أيديولوجيا جماعة الإخوان المسلمين في مصر ثم العراق، على أن هذا الانفتاح لا يلغي فردية التجربة الكويتية، ولا يعني انسياقها التام للجمعيات والجماعات المشابهة التي تأثرت بها في بداية نشأتها؛ فقد كانت الرسالة الجهوية لجمعية الإرشاد الإسلامي تتمثل في ترسيخ التعاليم الإسلامية، وتعزيز المشاركة المواطنية في الأعمال التطوعية والمدنية والخيرية. بمعنى أكثر وضوحاً: جمعية الإرشاد سخرت قدراتها على التعبئة الشعبية واستقطاب المنخرطين لدعم العمل المدني، دون أهداف سياسية مثلما حدث في التجربة المصرية على سبيل المثال[8]. لذا فإنه من المهم التعرض لهذا الترابط التاريخي والأيديولوجي بين جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية وجمعية الإرشاد الإسلامي، بواسطة منهج التحقيب التاريخي، الذي نستعرض من خلاله مختلف مراحل تطور الرسالة المدنية-الإصلاحية التي بدأت مع جمعية الإرشاد وما زالت متواصلة مع جمعية الإصلاح.

خلال ستينيات القرن الماضي بدأت الطفرة النفطية تساهم بدور بارز داخل المجتمع الكويتي في جميع المستويات؛ الاجتماعية والثقافية، حيث حملت المكاسب الاقتصادية معها تغييرات جديدة[9]. وكان من أبرز تعبيرات هذا التغيير انتشار مقاربات أيديولوجية متنوعة؛ عن طريق صعود طبقة جديدة من المثقفين الكويتيين الذين تلقوا تعليمهم في لبنان ومصر والعراق، وتعرفوا على توجهات ثقافية واجتماعية جديدة في هذه الدول تراوح بالأساس بين الناصرية والبعثية والقومية[10].

في هذا السياق من التدافع بين مختلف المقاربات الأيديولوجية أُسست جمعية الإصلاح الاجتماعي بوصفها إحدى الجمعيات الإسلامية. في الواقع، بحسب قراءة كثير من الدارسين فإن إعادة تأسيس جمعية ذات مرجعية إسلامية هدف آنذاك إلى تخفيف الانتشار السريع للطابع العلماني في صلب المجتمع الكويتي[11]. ولهذا فقد أُسست جمعية الإصلاح لمواصلة مسار العمل المدني-الخيري لجمعية الإرشاد من جهة، وقيادة الجهود الدعوية دفاعاً عن خصوصيات الهوية الإسلامية ومقاومة المفاهيم أو السلوكيات الدخيلة المهددة للقيم الأسرية، من جهة ثانية.

وبدت جمعية الإصلاح الاجتماعي عبارة عن امتداد طبيعي لجمعية الإرشاد، وعلى الرغم من العملية الإصلاحية التي انتهجتها جمعية الإصلاح، وسيرها على منوال إصلاحات جمعية الإرشاد، فقد كانت هنالك العديد من الاختلافات بين الجمعيتين، يظهر ذلك من خلال الاطلاع على مقاصد الجمعية وأهداف وأولويات كل منهما.

ووفقاً للقوانين الأساسية لجمعية الإرشاد فإنها تهدف إلى:

–   تقديم نظرة شاملة وواضحة ودقيقة وبسيطة حول ركائز الإسلام بطريقة تتلاءم مع “روح العصر” الحديث.

–   تحرير العقل والفكر البشري من قيود الجهل.

–   حماية شباب اليوم من الانحلال الفكري والأخلاقي.

–   الترفيع من مستويات المعيشة بالنسبة للمسلمين.

–   تعزيز الحياة الروحية للفرد.

–   تحقيق العدالة الاجتماعية لجميع المواطنين وتدعيم الرعاية الاجتماعية.

–   دعم الوحدة العربية دعماً تاماً، والعمل على إنشاء جامعة إسلامية بالتعاون مع الجماعات الإسلامية في الدول المسلمة.

في المقابل، حددت جمعية الإصلاح الاجتماعي غاياتها وأهدافها فيما يلي:

–   محاربة الرذائل الاجتماعية والنشاطات غير الأخلاقية على غرار البغاء وشرب الخمر والقمار والربا.

–   إرشاد الشباب نحو طريق الاستقامة وتعليمهم هوايات مفيدة.

–   تقديم برامج لقسمي التعليم والإعلام من أجل دعم نشر المواد التي تجسد الشريعة الإسلامية.

–   إيجاد حلول لبعض المشاكل المعقدة التي تواجه المجتمعات المسلمة.

–   حماية الدين ونشر الفضيلة بين أفراد المجتمع بهدف حماية العادات والقيم.

–   توحيد الأمة تحت راية القيم الإسلامية وتبني هذه القيم على شكل أسلوب حياة.

بناء على ذلك، فقد ركزت جمعية الإصلاح بشكل موسع على الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والخيرية إلى جانب اهتمام كبير بالقضايا الثقافية والدينية[12]، كما يتسم العمق التاريخي لجمعية الإصلاح بإمكانية اختزاله في منهجين أساسين: منهج اجتماعي ثقافي ومنهج شمولي[13].

يركز المنهج الاجتماعي الثقافي على الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تقوم بها الحركة، وتهدف هذه الأنشطة إلى ترسيخ التعاليم الإسلامية في المجتمع. أما المنهج الشمولي فهو يتجنب إقصاء المناهج السابقة على اعتبار أن كل واحد منها يكشف فقط عن جزء من حقيقة جمعية الإصلاح. وتكشف البراهين التي تعتمد على المنهج الشمولي بأن الانخراط في صياغة السياسات العامة أو المشاركة السياسية لا تتعارض بالضرورة مع الأهداف الاجتماعية والخيرية. ويسلط المنهج الشمولي الضوء على الطبيعة الاجتماعية والثقافية لجمعية الإصلاح الكويتية بوصفها مشروعاً إصلاحياً، وذلك بتوظيف مختلف الوسائل من أجل تحقيق هذا المشروع الاجتماعي-المدني، ومن ضمن ذلك السياسة.

ثانياً: العلاقة بين جمعية الإصلاح الاجتماعي ودوائر السلطة

أدت عوامل عديدة؛ محلية وخارجية، إلى إحداث تغيير على مستوى المشهد السياسي والثقافي في دولة الكويت. وبفضل اكتشاف النفط والطفرة المالية حدث تغير في البنية الاقتصادية والديمغرافية للبلاد، خاصة بعد قدوم أعداد كبيرة من المهاجرين بهدف البحث عن عمل[14]. كذلك، تأثر العالم العربي ككل بظاهرة نشأة حركات التحرير في مناطق أخرى من العالم بشكل كبير، ورأت الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط أرضاً خصبة للازدهار. ومن ناحية أخرى، مثلت القضية الفلسطينية ونشأة الكيان الإسرائيلي العامل المؤثر الأكبر في العلاقة بوعي الشعوب بحاجتهم إلى محاربة الاستعمار والإمبريالية الغربية. وساهمت جميع هذه العوامل في صقل الوعي العربي عموماً، ووعي الشعب الكويتي خصوصاً. وعليه؛ فقد ساعدت العديد من العوامل الخارجية والداخلية على صعود تيارات فكرية وثقافية في الكويت، وتزامنت الحركة الإصلاحية مع تغيرات جذرية في المنطقة العربية[15].

في هذا السياق، تميزت الستينيات بالتوتر السياسي بين قوى النظام الحاكم والحركات القومية داخل الكويت. وقد مثلت جمعية الإصلاح الاجتماعي الواجهة المدنية الوحيدة المدافعة عن مشروع اجتماعي محافظ. فقد كانت الساحة الكويتية بحاجة إلى جمعية ذات مرجعية إسلامية، متماهية مع مقومات الهوية الكويتية الأصلية، كتيار مضاد وتصحيحي لما رأوه انجرافاً نحو تغريب وعلمانية المجتمع الكويتي الحديث. فأُسست جمعية الإصلاح لتكون قوة توازن اجتماعي وفكري وسياسي في الوقت ذاته؛ وقد “مثلت بفضل خطها السياسي المحافظ توازناً سياسياً بين هذه القوى[16].

ويمكن القول إن سيرورة تطور النشاط الإسلامي داخل الكويت وتحوله إلى فاعل مدني-مجتمعي مؤثر ينقسم إلى خمس مراحل محورية[17]:

امتدت المرحلة الأولى من الأربعينيات إلى ستينيات القرن الماضي، وقد اعتمدت على العمل الخيري والدعوة الدينية ونشر الوعي التربوي والاجتماعي. واتسمت المرحلة الثانية، التي امتدت على مدار سنوات السبعينيات، ببداية العمل السياسي المنظم والمستقل. لتبدأ المرحلة الثالثة بترشحهم في انتخابات مجلس الأمة ككتلة سياسية في 1981، وقد بدأت في هذه المرحلة محاولات فصل العمل السياسي عن الجهود الاجتماعية والدعوية لجمعية الإصلاح، الذي انتهى بالتأسيس الرسمي لجناح سياسي يُدعى حدس (الحركة الدستورية الإسلامية)، في عام 1991، إعلاناً عن بداية المرحلة الرابعة بتموقعها كفاعل سياسي مؤثر. وخلال العقد الماضي، بدأت فعلياً المرحلة الخامسة؛ حيث أصبحت كل من جمعية الإصلاح والحركة الدستورية الإسلامية من أبرز الفاعلين الكويتيين كل في مجاله.

وبالرجوع إلى الدور المحوري للمجتمع في ظل غياب قانون منظم للأحزاب، نجد أن النظام الحاكم وباقي التيارات السياسية الداعمة أو المعارضة تبحث عن ملاذ للتعبئة الشعبية وتعزيز تموقعاتها داخل المجتمع الكويتي. في الواقع يصبح المجتمع المدني في أحيان كثيرة ملاذاً وقوة توظفها التيارات السياسية المعارضة[18]، ومن أشهر هذه النماذج “الديوانيات”[19]، الذي يسمح للتيارات السياسية بالضغط على النظام الحاكم والدفاع عن الحقوق السياسية-الدستورية، بالأخص في سياقات التأزم السياسي أو حل البرلمان دون الإعلان عن موعد الانتخابات، كما أن الانخراط داخل العمل المدني يسهم في الضغط على السياسات الحكومية والتموقع الميداني دون الدخول في علاقات عدائية مع النخب السياسية الأخرى أو الدولة[20].

بالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن النظام الكويتي يمنح مختلف الفاعلين في المجتمع المدني حرية المشاركة وإبداء الرأي في السياسات العامة للدولة؛ تعزيزاً للبيئة التنافسية دون المساس بشرعية العائلة الحاكمة.

بناء على ما سبق فإن جمعية الإصلاح الاجتماعي قد تتعاطى أحياناً مع بعض القضايا ذات الأبعاد السياسية كان من أشهرها:

1- الدفاع عن سيادة الكويت

إثر الغزو العراقي لدولة الكويت كان موقف جمعية الإصلاح الاجتماعي رافضاً لهذا الغزو، ومنخرطاً مع مؤسسات المجتمع في الأعمال الإغاثية والتكافلية، حيث انضم أعضاء جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى لواء الجناح المدني “المرابطين” أو ما يُعرف بـ”لجان التكافل”. شاركت الجمعية في تدعيم المقاومة المدنية من خلال المشاركة الفعالة في الجمعيات التعاونية لتوفير التبرعات والمساعدات المالية للأسر المتضررة. واشتركت كذلك في تقديم الدروس الدينية وتدعيم الروح المعنوية للكويتيين ما بعد الأزمة، وإلى جانب ذلك انخرطت في مبادرات زيارة الأسرى والمعتقلين في السجون العراقية ومكافحة الإشاعات والأخبار الزائفة، وإقامة الجنائز للشهداء. في سياق الأزمة، عاضدت الجمعية مجهودات الدولة وباقي الجمعيات الخيرية لتزويد المستشفيات بالأدوية والأطعمة والإسعاف، وغيرها من الخدمات الصحية. ومن ثم فقد كان تعامل الجمعية مع أزمة غزو الكويت من منطلق حماية السيادة الوطنية[21].

2- الدور الوطني لجمعية الإصلاح الاجتماعي

تشتغل جمعية الإصلاح، على الرغم من وظيفتها المدنية التطوعية، على قضايا ذات بعد سياسي وتشريعي أحياناً؛ فقد طالبت مراراً بتعديل الدستور الكويتي واعتماد الشريعة المصدر الأساسي للقانون، كما طالبت بإصدار قانون يُحرم تعاطي الخمر أو الاختلاط في مؤسسات التعليم العالي. وقد تعرضت الجمعية لانتقادات من باقي الحركات الفكرية المُهيمنة على المشهد السياسي والثقافي في المجتمع الكويتي الحديث. وقد خلقت هذه المواجهات مع باقي مكونات المجتمع الكويتي حالة توتر داخل الجمعية ذاتها، ومثلت التوجهات الإصلاحية ذات الطابع السياسي أو الإيديولوجي تهديداً للمصالح المالية والسياسية والاقتصادية لكثير من القيادات والمنخرطين البارزين[22].

استطاعت الجمعية مواصلة عملها من خلال هيكلية مؤسساتية منظمة؛ فهي تتكون من مجموعة أمانات مختصة. كذلك استطاعت الجمعية ترسيخ الجهد الدعوي والاجتماعي التنموي داخل دولة الكويت وخارجها. في الواقع، تتيح نظرية الحركة الاجتماعية (Social Movement theory)طرقاً فعالة لتفسير وظائف جمعيات النفع العام ذات المشروع الاجتماعي-الدعوي على غرار جمعية الإصلاح الكويتية. وظَّفت الجمعية مجموعة من المناهج المختلفة غالباً في إطار الفضاءات الاجتماعية والدينية داخل الكويت أو خارجها التي تؤثر فيها، على غرار الجوامع والمدارس والمبادرات الخيرية[23]. ويرى مونسون(Munson) [24] أن جمعية الإصلاح الكويتية، بوصفها فاعلاً مدنياً ذا مرجعية إسلامية، استطاعت استخدام هذه الفضاءات الاجتماعية والدينية كعنصرين أساسيين في صمود رسالتها ومقاومتها للغزو الثقافي العلماني. لذا فقد نجح الفرع الكويتي للمنظمة في إنشاء مجموعة من الخطابات الثقافية الخاصة به من خلال هذه الوسائل والفضاءات[25].

أرادت الحركة تسخير جهودها لتغيير المجتمع الكويتي ليصبح مجتمعاً ورعاً وملتزماً دينياً أكثر فأكثر. ويؤكد كل من بيات (Bayat)[26] ومونسون (Munson) أن الأدبيات المتوفرة في العلاقة بنظرية الحركة الاجتماعية غير قادرة على تفسير النشاط الإسلامي في المجتمعات المسلمة بشكل تام، ليس بسبب كون المجتمعات المسلمة فريدة من نوعها ولا يمكن إدراجها في أي إطار محدد، وإنما لأن هذه النظريات تميل لكونها دائرة حول الغرب عوضاً عن كونها عالمية. وتقر معظم هذه النظريات -باستثناء نظرية تعبئة الموارد Resource Mobilization Theory (RMT)- بأن الحركات الاجتماعية تنشأ في إطار نظام حكم ليبرالي وديمقراطي، في حين أن ذلك لا ينطبق على الحركات التي نشأت في كثير من المناطق في العالم، ومن ضمنها العالم الإسلامي[27].

المحور الثاني: المنجزات المؤسساتية لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية

تباشر جمعية الإصلاح عدداً من الأنشطة الداخلية والخارجية، وتنتشر في كل محافظات دولة الكويت بما يفوق 42 فرعاً محلياً في عام 2021. وتمتلك أموالاً عقارية مسجلة لدى وزارة العدل، ومنشآت عقارية، وأراضي، وغيرها من الموارد المالية. وقد سعت منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى توسيع أنشطتها خارج دولة الكويت، من خلال أعمال خيرية إنسانية. وحرصت على استهداف الجاليات المسلمة ومساعدتها من خلال إنشاء لجنة العالم الإسلامي في عام 1982. تنتشر جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية في مختلف دول العالم، خصوصاً في شرق آسيا وإفريقيا وأوروبا، فيما يقارب 42 دولة من خلال فروع إدارية وشراكات مع منظمات غير ربحية ومحلية[28]. وقد تولت مؤسسة الرحمة العالمية تحقيق رسالة العمل الخيري الإنساني للجمعية حول العالم.

على مستوى آخر، استطاعت جمعية الإصلاح تحقيق عدد من المُنجزات المؤسساتية؛ على غرار بيت الزكاة، باعتباره البنك الكويتي الأول الذي يشتغل بمقتضى الشريعة الإسلامية، وبيت التمويل الكويتي، وكلية الشريعة. كما تعهدت الجمعية بإدارة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف؛ فقد خولها حضورها داخل الدوائر الرسمية لصناعة القرار قيادة حملات كبرى ضد استهلاك المخدرات والنوادي الماسونية، وتنظيمها لمعارض الكتاب الإسلامي على مدار عقود.

وإذ ساندت جمعيةُ الإصلاح الكويتية الرسالةَ الإنسانية والاجتماعية العامة داخل الكويت وخارجها فسنتعرض في هذا القسم لبعض منجزاتها المؤسساتية التي تبرهن على تحولها من مجرد فاعل مدني إلى مؤسسة اجتماعية منظمة لها أنشطتها المكثفة داخلياً وخارجياً، ومؤسساتها المحلية والدولية. فمن أبرز المؤسسات التي أفرزتها جمعية الإصلاح:

أولاً: الأمانة العامة للجان الخيرية

تمثل الأمانة العامة الإدارة الجامعة لمختلف اللجان الناشطة في المجال الخيري الإنساني. تجدر الإشارة إلى أن كل لجنة خيرية تتمتع باستقلاليتها الإدارية والمالية في مجلس جمعية الإصلاح الكويتية. وقد تأسست الأمانة العامة في عام 1991 بغية توحيد المنظومة الإدارية والمالية فيما بينها، ولذا فقد عُدَّ مجمع سنابل الخير (1995) تتويجاً لهذه المجهودات الإدارية في الجمعية.

ثانياً: جمعية بشائر الخير

أُسست الجمعية بوصفها مؤسسة لمساعدة مدمني المخدرات على العلاج. تعتمد هذه المؤسسة التابعة لجمعية الإصلاح على المقاربة الدينية الإسلامية استراتيجيةً لتحفيز المدمنين على الإقلاع عن تعاطي المخدرات. وقد بدأت برنامجها التوعوي الصحي بمساعدة المدمنين على العلاج النفسي بالتنسيق مع مستشفى الطب النفسي. وتميزت استراتيجيتها بالنجاح والفعالية إلى درجة أنها تحولت إلى مؤسسة رسمية ونفع عام بتاريخ 2005 تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

تمثل بشائر الخير مؤسسة مدنية ريادية؛ لقدرتها على التحول إلى مؤسسة ذات هياكل منظمة، منها: لجنة التطوير والتدريب، واللجنة النسائية، ولجنة رعاية التائبين، ولجنة العلاقات الخارجية، واللجنة الإعلامية. وبحسب تقارير الجمعية، فقد تعافى المئات من الإدمان وعادوا لحياتهم الطبيعية بفضل مجهودات المؤسسة[29].

وتعد جمعية بشائر الخير من أكثر الجمعيات المدنية المتخصصة في مجال مكافحة الإدمان ومحاربة كل السلوكيات الضارة أو المؤثرات العقلية المهددة لتماسك المجتمع الكويتي. كما استطاعت بناء شبكة علاقات تعاون وشراكة مع جمعيات ومستشفيات عربية وعالمية، إضافة لتعاونها مع السجون ومراكز الإرشاد والمستشفيات، بهدف تنفيذ أنشطة ومشاريع للوقاية ومحاربة آفة المخدرات، وبهذا تميزت هذه المؤسسة المدنية باستثمار الخطاب الإيماني-الديني لعلاج وتأهيل مدمني المخدرات[30].

ثالثاً: جمعية النماء الخيرية

تشتغل جمعية نماء على تنفيذ عدد من المشاريع الاجتماعية الخيرية؛ على سبيل المثال تعاونت مؤخراً مع إدارة المصارف الخاصة في مؤسسة الأمانة العامة للأوقاف لتنفيذ مصرف كفالة اليتيم. ويهتم هذا المشروع الخيري بتأمين الرعاية لعدد كبير من الأيتام وتوفير حاجياتهم المعيشية والتربوية والأمن الاجتماعي داخل المجتمع الكويتي[31]. كما استطاعت جمعية نماء الخيرية، بالتعاون مع عدد آخر من المانحين، تقديم الدعم للمحتاجين والأسر والعمالة المتضررة من فيروس كورونا. وقد تحصلت على الجائزة الدولية (2021) في مجال أخلاقيات الأعمال الخيرية.

رابعاً: مركز شباب الإصلاح

ينشط المركز الشبابي بانسجام مع التوجهات الكبرى لجمعية الإصلاح؛ بمعنى أن المسرحيات والمبادرات التوعوية والنشاطات الاجتماعية تتناول قضايا ذات بعد اجتماعي. تدور الأنشطة حول إعلاء تعاليم الدين الإسلامي، وترسيخ علاقة الترابط بين المجتمع الكويتي ومقومات هويته الإسلامية. وإلى جانب ذلك تهتم الفعاليات الثقافية بالتعرض لقضايا إقليمية وعربية بمقاربات نقدية وحرية التعبير. كذلك يهتم المركز الشبابي بالمشاركة في النشاطات الدعوية للجمعية من خلال تقريب التعاليم والقيم الإسلامية للفئات الشابة من خلال أساليب حديثة؛ الفن والأناشيد الدينية. كذلك، يمول مركز الشباب مشروعات سياحية، ونادي اليرموك، ومعهد المستشار الأكاديمي، ولجان النشء، وعدداً آخر من النوادي[32]. كما يهتم بتنظيم الفعاليات لصالح القضايا العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية، فقد نُظمت مسابقة توعوية “فلسطين قضيتي” في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بالتعاون مع رابطة الشباب لأجل القدس في الكويت بهدف طرح أفكار إبداعية تتعلق بالحقوق التاريخية والإنسانية للفلسطينيين[33].

خامساً: أمانة العمل النسائي

تركز أمانة العمل النسائي مجهوداتها لخدمة العمل التطوعي وتدريب المتطوعات في المجالات الخيرية والاجتماعية[34]. وتهتم بالأنشطة التربوية والثقافية إلى جانب تدخلها في احتواء الجائحة الوبائية “كوفيد-19” مؤخراً. فهي تشتغل على القضايا ذات الصلة بالأسرة والمرأة والطفل، حيث تلقى مختلف فعالياتها إقبالاً كبيراً من الفتيات والنساء بدولة الكويت. وأعلنت الأمانة مؤخراً إنشاء تطبيق “دربة” الإلكتروني بهدف تقديم دورات تدريبية لتمكين النساء المتطوعات في جمعية الإصلاح من إتمام مهامهن الخيرية والاجتماعية.

بهذه الأنشطة والمؤسسات الفاعلة استطاعت جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت أن تشق طريقها نحو الريادة المحلية والإقليمية، واستطاعت إدارة عدد من الأنشطة الكبرى، ذات الفاعلية المؤثرة داخلياً وخارجياً، إلى جانب إصدارها لمجلة “المجتمع”. كما اهتمت الجمعية بالأنشطة ذات الطابع الديني-الدعوي من خلال تأسيسها للأمانة العامة لشؤون القرآن الكريم التي تشرف على مراكز متخصصة ومسابقات لحفظ القرآن وتعليمه. يضاف إلى ذلك أن الجمعية أنشأت لجاناً متنوعة للزكاة التي تشتغل داخل الكويت وخارجها بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية ووزارة الخارجية.

المحور الثالث: الأدوار الأساسية لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية

أولاً: الجمعية ونشر الفكر الوسطي

  اتسم مشروع جمعية الإصلاح تاريخياً بالبعد الإصلاحي للتعليم والتدين وغيرها من المجالات. فقد اتخذ الفكر الديني الإصلاحي سابقاً شكلاً غير تنظيمي، حيث قادت المدرسة المباركية[35] والأحمدية[36]، في بدايات القرن الماضي، الأعمال الخيرية ونشر الوعي الاجتماعي[37]. وعادة ما يصف الباحثون ظهور عدد من الجمعيات المدنية لترسيخ مقومات الهوية الإسلامية بوصفها ردة فعل ثقافية لعملية التغريب العلمانية للمجتمعات المسلمة.

ولطالما اعتادت جمعية الإصلاح الكويتية على المشاركة الفعالة في صلب الهيئة الدينية ومختلف الهياكل المؤسساتية التابعة لها، حيث تساهم في بلورة توجهات الخطاب الديني-الدعوي وطرق تفعيله داخل المجالات الاجتماعية[38]. كما استطاعت استثمار كل فرص الانفتاح السياسي على مكونات المجتمع المدني من أجل تعزيز تأثيرها في المجال الاجتماعي، معتمدة على سبل مختلفة؛ على غرار استهداف فئة الشباب من خلال تنظيم النشاطات الاجتماعية والثقافية، ونشر الدروس والخطب الدينية عن طريق تسجيلها على الأشرطة، وتأسيس شبكة كاملة من المنظمات الخيرية ولجان الزكاة ومؤسسات تعليمية دينية[39]. كذلك تهتم جمعية الإصلاح بالدفاع عن جملة من الأهداف الجوهرية[40]، مثل المحافظة على الهوية والتقاليد الإسلامية للمجتمع الكويتي، كما تركز على رفض العادات الغربية المستوردة التي تساهم في تفسخ المجتمع الكويتي، إلى جانب إصلاح المناهج التعليمية والاسترشاد بالتوجه الإسلامي.

إضافة إلى ذلك، تهتم جمعية الإصلاح بالمجال الثقافي التوعوي، حيث تستضيف وتنظم سنوياً محاضرات متعددة المجالات، وأظهرت اهتماماً كبيراً بفئات الشباب والمرأة؛ فقد أنشأت مبكراً أول هيئة لتعليم الشباب الإسلامي (1982) ولجاناً نسائية (1968). وانصب اهتمام الجمعية، منذ عقود، على إنشاء شبكة كاملة من الجمعيات الخيرية الأخرى، وتقريب الدين الإسلامي وتعليمه للمواطنين المحليين أو خارج الدولة الكويتية؛ من خلال حلقات الدراسة الدينية والتجمعات القرآنية. وقد أتاحت لعدد كبير من الشباب الكويتي الانخراط في البرامج الاجتماعية والتبادل الثقافي والإشراف على المشاريع الخيرية ولجان تجميع الزكاة، وغيرها من الأنشطة التطوعية.

نتيجة لخطها الوسطي، وخطابها الراشد، واجهت جمعية الإصلاح جملة من الضغوط المحلية والإقليمية والدولية، بتهم التورط أو التشجيع أو التعاطف مع التيارات الإرهابية المتطرفة بسبب انتشار سرديات الإسلاموفوبيا. ففي سياق الحرب الدولية على الإرهاب إثر 2001، استُهدفت جمعية الإصلاح بحملات إعلامية ومطالب قضائية لتتبعها ومحاسبتها ومراقبة تمويلاتها وأنشطتها[41]، لكن هذا الخطاب يتنافى مع القبول المجتمعي المحلي والإقليمي للجمعية، وحرصها على المحافظة على خطها الوسطي العام، حيث حرصت جمعية الإصلاح -كما يقول مؤسسوها – على “ترسيخ الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متخذة من منهج أهل السنة والجماعة طريقاً لعملها، مسترشدة بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في منهج الدعوة من غير غلو وتطرف”[42].

ثانياً: الدور الاجتماعي-الخيري لجمعية الإصلاح الكويتية

يمثل العمل الخيري أحد أبرز التعبيرات عن السخاء الخليجي تجاه عدد كبير من دول العالم نتيجة لعائداتها المالية الكبرى من النفط، من جهة، وترسيخاً لتعاليم الإسلام المتعلقة بالصدقة والزكاة، من جهة أخرى. يضاف إلى ذلك أن المجال الخيري يعزز التزام المواطنين بالسياسات العامة للدولة المتعلقة بالدبلوماسية الناعمة. هذا ما يُظهر الأهمية البالغة للعمل الخيري في دول الخليج العربي إلى درجة تحوله إلى مرتكز أساسي للمشاركة المواطنية، كما يؤكد المستويات العالية من الثقة الشعبية بالجمعيات الخيرية المدنية على مدار عقود.

بالرجوع إلى جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية نستنتج أنها تتماهى مع التوجه الحكومي للتمسك بتعاليم الدين الإسلامي، وتشجيع التضامن الاجتماعي، وتعزيز الترابط مع المجتمع الدولي كجزء من الجهات المانحة. في هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن العمل الخيري، محلياً أو خارجياً، أصبح يخضع للرقابة ما بعد 2001؛ تفادياً لوصوله إلى أطراف متشددة.

تمنح الأعمال الخيرية لجمعية الإصلاح فرصاً لتعزيز مقبوليتها الشعبية وأقدمية أنشطتها في المجتمع الكويتي؛ فهي تعمق انخراطهم وقدراتهم على استقطاب المتبرعين والمتعاونين مع مبادراتها. في إطار الدبلوماسية الناعمة، تعول الدولة الكويتية ومختلف الجمعيات الخيرية على استثمار العمل الخيري في تعزيز علاقاتها مع مختلف الدول الأخرى. كما تعمل الجمعيات الخيرية، أو المهتمة عموماً بالعون الاجتماعي، على نشر تعاليم الإسلام في كثير من الدول، ومن بينها الدول الأجنبية التي تنشط فيها أغلب الجمعيات الكويتية. لذا، فإن العمل الخيري يتقاطع مع المجال الديني-الدعوي؛ حيث تستثمر المساعدات والتمويلات لتدعيم الصورة المشعة لدولة الكويت في الخارج من جهة، وتعزيز المشهد الإسلامي في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية، من جهة أخرى[43].

كما تساهم جمعية الإصلاح بتوجيه عائداتها المالية وأنشطتها الاجتماعية إلى مجالات متنوعة، أبرزها البنية التحتية الاجتماعية (مدارس/ مستشفيات)، والمجال الديني (المساجد/ الدعوة/ مصاريف الحج..)، إلى جانب دعم الأسر المحرومة والمعوزة والأيتام (أغذية/ ملابس/ أموال..)، والخدمات الاجتماعية (التعليم/ الصحة/ التوعية..). وتعتمد الجمعية على الأوقاف الإسلامية والصدقات والزكاة ومختلف التبرعات الأخرى من المواطنين والشركات. وفي هذا الإطار، تلتزم جمعية الإصلاح بالمعايير المؤسساتية والقواعد الوطنية والدولية المستخدمة في العمل الخيري؛ بمعنى أن الجمعية -بوصفها مؤسسة مستقلة غير ربحية- تسعى للمشاركة في النفع العام وتوفير جميع مواردها المالية وتوجهاتها لتحقيق أهداف تخدم المصلحة العامة.

ثالثاً: العمل الإغاثي: توفير الحاجات والاحتياجات الأساسية

استطاعت جمعية الإصلاح التدخل النشط والفعال للإغاثة في أوقات الكوارث الطبيعية أو اندلاع النزاعات. وحرصت، بالتعاون مع عدد كبير من الجمعيات الخيرية الكويتية الأخرى، على إيصال التبرعات الغذائية والملابس والحاجيات الأساسية للمنكوبين والمحتاجين في عدد من الدول، أبرزها الصومال. يجدر بالذكر أن جمعية الإصلاح تتميز بمراهنتها على بناء المشاريع التنموية ما بعد النزاع.

وقد تدخلت الجمعية للتقليل من حدة مجاعات الصومال والنزاعات المسلحة على الجانب الإنساني، من خلال تقديم الإعانات المُجمعة من الزكاة والصدقات والتبرعات والأوقاف. ومما تجدر الإشارة إليه أن جمعية الإصلاح تخصص ميزانية كاملة للتدخل الإنساني والإغاثة في أوقات الطوارئ، على المستوى العالمي. وفي إطار التدخل الإغاثي، قامت مؤسسة الرحمة العالمية بتأسيس 383 مؤسسة طبية، وتقديم الدعم الإنساني في عدد من الدول[44].

وإذ تخصص دولة الكويت تمويلات كبرى للتبرعات والإغاثة حول العالم فإن جمعيات المجتمع المدني تساعد في هذه الاستراتيجية الرسمية، على غرار جمعية الإصلاح، التي تنخرط بفعالية في مبادرات المانحين الخليجيين ومختلف البرامج الإغاثية والمساعدة الإنمائية التي تنظم على المستوى الوطني أو الإقليمي-الخليجي. وبقدر ما اهتمت الجمعية بتوفير التبرعات لمساندة الشعوب أو الفئات المتضررة من الآفات الطبيعية أو الفقر أو المجاعة أو الحروب حول العالم، بقدر ما انشغلت بتقديم ذات التبرعات السخية في منطقة الشرق الأوسط.

كذلك فقد أنشأ المجلس الإداري لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية الأمانة العامة للعمل الخيري في عام 1991؛ بهدف توحيد إدارة وتسيير جميع مشاريعها الخيرية داخل الكويت وخارجها. تهتم الأمانة العامة للعمل الخيري بتمويل مشاريع عدة ذات بعد ديني-تربوي؛ على غرار إنشاء المساجد والمراكز التعليمية. وتتراوح تكاليف أغلب المشاريع المُنجزة محلياً أو حول العالم ما بين 11.000 دولار أمريكي و49.000 دولار[45]، فقد نفذت جمعية الإصلاح الاجتماعي مشاريع بناء مساجد ومراكز تعليمية في دول أوروبية مختلفة مثل أوكرانيا، والبوسنة، وبلغاريا، وألبانيا، وكوسوفو، والمملكة المتحدة. كما توفر الأمانة العامة للعمل الخيري تبرعات العيد، وتنشئ مشاريع مماثلة في بلدان أخرى في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا.

ولعل أبرز أمثلة التدخل الإنساني-الإغاثي تتمثل في الآتي:

1- العمل الإغاثي في شرق إفريقيا

تولى رئيس مكتب شرق إفريقيا لمؤسسة الرحمة العالمية التدخل الإنساني-الإغاثي في الدول المنكوبة على غرار الصومال، واتسم العمل الإنساني بنجاعة التدخل الميداني على المستوى الغذائي والطبي-الإسعافي والتوعوي، وغيرها من الخدمات وأنواع الدعم الإغاثي (المياه/ الأعلاف/ الأغنام/ شتلات/ بذور..)[46]. وفضلاً عن ذلك تكفلت جمعية الإصلاح، من خلال مكتبها الإداري في شرق إفريقيا، بإنشاء المجمع التنموي في دولتي جيبوتي والصومال بهدف تحقيق الأمن الغذائي. وقد خُصصت عائدات الإنتاج الفلاحي لتأمين مصاريف وحاجيات الأيتام وتشغيل المدارس. وبذلك فإن هذه الجهود الإغاثية تأخذ بعداً تنموياً ذا أهداف وفعالية طويلة الآجال. كما اهتمت جمعية الإصلاح بإقامة مشاريع تنموية بالمناطق المنكوبة، مثل حفر الآبار و27 ألف مشروع للمياه.

2- دور الجمعية الإغاثي في قطاع غزة

تبنت جمعية الإصلاح الكويتية مبادرة إرسال سفينة إغاثة لكسر حصار قطاع غزة في عام 2008. وقد تولى مكتب الشام لمؤسسة الرحمة العالمية، في سياق حملة “أغيثوا غزة”، بعد تجميع تبرعات بقيمة نصف مليون دينار كويتي مخصصة لشراء الأغذية والأدوية للأسر[47]. تتنوع البرامج الإغاثية والتنموية التي تمولها الجمعية في قطاع غزة؛ فهي تستهدف المحتاجين والمتضررين من الهجوم الإسرائيلي. واتبعت استراتيجية المشاريع التنموية المستدامة في قطاع غزة؛ فقد أنشأت مشروع النخيل (مزرعة بيرحاء الكويت)، ومشروع الشفيع لتحفيظ القرآن، وحدائق ذات بهجة، وغيرها من المشاريع في عدد آخر من المدن الفلسطينية. كما اشتغلت الجمعية على إنشاء مشروع للاستزراع السمكي في المياه المالحة، ومستشفى الكويت التخصصي، وعمليات الإغاثة السريعة[48].

3- العمل الإغاثي في سوريا

مثلت تداعيات الحرب السورية على المستوى الإنساني مُحفزاً لتطوير وتشبيك العمل الخيري الذي يضطلع به عدد من دول الخليج العربي. وشكلت الأزمة الإنسانية السورية أولوية لدى أغلب الجمعيات الخيرية المحلية، ومن بينها جمعية الإصلاح، لتجميع التبرعات وزيادة المُخصصات المالية المتعلقة بمبادرات المساعدات والإغاثة.

فمنذ 2011، تدخلت مؤسسة الرحمة العالمية لتقديم الدعم الإنساني للنازحين السوريين، وقد أمنت الجمعية ما يقارب 300 قافلة مساعدات للاجئين السوريين من 2011 إلى حدود 2017، بلغت قيمتها الإجمالية ما يناهز 17 مليون دولار[49]. فقد عملت الجمعية على إرسال قافلة المساعدات الإغاثية لعدد من المدن السورية كدير الزور، أو اللاجئين في تركيا والأردن، وتبنت شعاراً ذا مرجعية دينية “كالجسد الواحد” لحملتها الإغاثية-الإنسانية التي وفرت ملابس ومساعدات غذائية وتمويلات لمشاريع تنموية (مكائن خياطة للأرامل..). وحافظت الجمعية على بعدها الدعوي من خلال تنظيم مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم[50].

كما دعمت جمعية الإصلاح، إلى جانب الهلال الأحمر الكويتي ومنظمة الإغاثة الإسلامية، مؤتمرَين دوليين نظمتهما الحكومة الكويتية ورأسهما الأمين العام للأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني 2013 و2014 لجمع التبرعات المالية لسوريا.

بناء عليه، أصبح من المؤكد أن جمعية الإصلاح وغيرها من المنظمات غير الحكومية الكويتية تشتغل على معاضدة المجهود الحكومي والعالمي في مجال الإغاثة والمساعدات والأعمال الخيرية.

يضاف إلى ذلك أن الجمعية خصصت مساعدات بقيمة 50 ألف دينار أردني لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن، من خلال تأمين مصاريف وحاجيات ما يناهز 350 أسرة، ودفع أجور السكن. كما عملت على استئجار مقر في مستشفى الجزيرة في العاصمة الأردنية بغية تقديم العناية الطبية والصحية لعدد من المرضى السوريين[51]، ومنحت تبرعات مالية بقيمة 10.271.954 دولاراً لمساندة المجهودات الخيرية للدولة الكويتية فيما يتعلق بتقديم المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الأردن[52].

رابعاً: العمل التنموي.. بناء الذات والقدرات وتنميتها

اشتغلت جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية كثيراً على مجال التربية والتعليم؛ حيث خصصت مؤسسة الرحمة العالمية للمساهمة في إنشاء الجامعات والمدارس في عدد من دول العالم. ويجدر بالذكر أنها أنشأت أكثر من 27 مجمعاً تنموياً، و456 منشأة تربوية، وتكفلت بدراسة آلاف الطلاب والأيتام المحتاجين. في هذا السياق نستعرض أبرز هذه المساهمات الخيرية ذات الطابع التنموي كالتالي:

1- جامعة محمود قشغري

تُعد الجامعة الكويتية الدولية “محمود قشغري” من أهم المشروعات التعليمية التي قامت بها مؤسسة الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي في قرغيزستان[53]. وقد مثلت الجامعة خطوة نوعية لجمعية الإصلاح في المساهمة في تعليم أجيال مسلمة وتعليمهم اللغة العربية والترجمة. ويجدر الذكر أن هذه الجامعة قد أُسست في مدينة بشكيك (عاصمة جمهورية قرغيزستان) في عام 1999. وقد نالت الجامعة عدة تكريمات، أبرزها الجائزة الدولية ” نجمة بالميرا” لتوطيد أطر التعاون بين قارتي أوروبا وآسيا في عام 2010. وتحصلت كذلك على الجائزة الدولية للجودة الأوروبية في عام 2011، بالإضافة إلى نيلها لجائزة أفضل جامعة في قرغيرستان في العام 2012.

2- دار رعاية الأيتام في جيبوتي

تمثل دار الأيتام “مجمع الرحمة التنموي لرعاية الأيتام” في دولة جيبوتي أبرز الإنجازات لجمعية الإصلاح الكويتية؛ فقد أنشئت في عام 2007 كمجمع يضم داراً للأيتام ومسجداً ومدرسة صناعية ومدرسة أخرى للتعليم الابتدائي والثانوي ومستشفى، كما يضم مختبراً للعلوم، وصالة للأنشطة الرياضية، وغيرها من الخدمات التربوية. وقد تحصل المجمع بوصفه مشروعاً تنموياً متكاملاً على جائزة أفضل المبادرات المجتمعية في مجال رعاية الأيتام بدول مجلس التعاون الخليجي لعام 2015[54].

3- المشاريع التأهيلية

قامت جمعية الإصلاح الاجتماعي بعدد من المشاريع التأهيلية، من أشهرها:

–   أنشأت بالتعاون مع جمعية البركة الخيرية بكمبوديا مشروع بناء القرى؛ يتضمن ست مدارس وأربعة منازل للفقراء، ومشاريع تنموية وتكفل بـ20 يتيماً ومصاريف عدد من الطلاب الجامعيين[55].

–   تدريب الكوادر السورية لتأمين الإرشاد النفسي للمتضررين في الأزمة السورية[56]. كما اشتغلت الجمعية على تدعيم المشاريع التنموية، حيث أنشأت مشاريع صغرى لتربية الدجاج والتدريب على الكهرباء وصيانة الكمبيوتر والخلويات[57].

–   الحملة الكويتية الخيرية لإعادة تعمير العراق في عام 2018. فقد خصصت تبرعات بقيمة 10 ملايين دولار لتأمين المساعدات الإنسانية من خلال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عرف مشاركة واسعة للمنظمات غير الحكومية والحكومات ومؤسسات القطاع العام والخاص عالمياً. وقد استهدفت المساعدات النازحين والمنكوبين من خلال إنشاء المدارس وتقديم المساعدات الدوائية والغذائية الأساسية والملابس[58].

خاتمة

ما تزال جمعية الإصلاح، على الرغم من كل الانتقادات الموجهة لها على تقاريرها المالية وانتمائها للتيار السياسي الإسلامي، تعد من أنشط الجمعيات الخيرية-الإنسانية في أوقات التأزم والكوارث حول العالم. كذلك، ما تزال الجمعية تحقق نجاحات نوعية وتقدماً في نشر الوعي الإسلامي المنضبط بأطر الشريعة. وهكذا فما تزال الجمعية قادرة على الصمود وتحقيق رسالتها التأسيسية الأولى.

تلاحق جمعية الإصلاح اتهامات بعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من انفتاحها على كل التيارات والتوجهات الفكرية داخلياً وخارجياً، وقد أصدرت هيئة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية بالمملكة العربية السعودية تحذيراً صريحاً من التعامل مع جمعية الإصلاح الكويتية، ويتمركز الاتهام حول تقديمها التمويلات والتبرعات لفروع الإخوان المسلمين في مصر والبحرين وغيرها من الدول[59].

كما تجددت الاتهامات بعد أن تمكنت الجمعية، وغيرها من الجمعيات الخيرية، من تجميع مبالغ طائلة في فترة الكوفيد-19. هكذا، إثر إعلان حملة جمع التبرعات “فزعة الكويت” عادت الانتقادات من بعض أعضاء مجلس الأمة وبعض الإعلاميين الكويتيين لتستهدف الجمعيات الخيرية والدعوة لضرورة مراقبتها ومحاسبتها[60].

 

المراجع

المراجع العربية

–   أحمد الهاشمي، الإخوان في الكويت: عودة إلى السياسة، صحيفة إضاءات، (31/8/2016)، في: https://cutt.us/9MJr3

–   جريدة الدقيقة، “الرحمة العالمية” تواصل أعمالها الخيرية في الصومال، (12/04/2016)، في: https://cutt.us/75tfh

–   الجزيرة، سفينة كويتية لكسر حصار غزة تنطلق بعد أسابيع، (12/2/2008)، في: https://cutt.us/ZPJHD

–   جمعية بشائر الخير، الأردن تعلن عن تحالف عربي لمواجهة المخدرات بمشاركة بشائر الخير، (03/08/2017)، في: https://cutt.us/AIMX8

–   جوزيف باحوط وآخرون، الاقتصاد السياسي العربي: مسارات نحو النمو العادل، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، (د.ت)، في: https://cutt.us/zP2gb

–   حمد العنزي، “جمعية الإصلاح” الكويتية في مرمى نيران الانتقادات، إندبندنت عربية، (9/5/2021)، في: https://cutt.us/d4wvh

–   حور سامح، “إخوان الكويت” على قوائم الإرهاب السعودية، المرجع للدراسات والأبحاث الاستشرافية حول الإسلام الحركي، (25/7/2018)، في: https://cutt.us/Hhk5N

–   سامح أبو الحسن، الرحمة العالمية: من بناء الأجساد إلى بناء العقول، مجلة المجتمع، (7/10/2018)، في: https://cutt.us/VxQx0

–   سامح أبو الحسن، فهد الشامري: جامعة محمود قشغري احتفلت بالأيام الثقافية الكويتية، مجلة المجتمع، (10/6/2016)، في: https://cutt.us/Cpg4z

–   صحيفة الأنباء، أعمال الخير بالكويت.. ركائز سامية ومساعدات متواصلة، (24/02/2018)، في:https://cutt.us/xeaAt

–   صحيفة الجريدة، أعمال الخير الكويت.. ركائز سامية ومساعدات متواصلة، (24/02/2018)، في: https://cutt.us/qOX8n

–   صحيفة الجريدة، أعمال الخير بالكويت: ركائز سامية ومساعدات متواصلة، (24/02/2018)، في: https://cutt.us/xspDp

–   صحيفة القبس، مركز الشباب بالإصلاح يختتم بطولة الكراتيه السادسة، (22/8/2004)، في:https://cutt.us/wttrq

–   صحيفة النهار، المغامس: حماية العمل الخيري الكويتي من التشويه واجب الجميع، رقم العدد 2142، (7/5/2014)، في: https://cutt.us/Fo6to

–   عبادة السيد، رئيس جمعية الإصلاح: نسعى لتكوين جيل مبدع من الشباب نافع لوطنه ودينه، (11/11/2014)، في: https://cutt.us/ulq35

–   عبد الرضا أسيري، المجتمع المدني في الكويت: تميز بقيمه الاجتماعية والسياسية والدينية، صحيفة الرأي، (17/10/2020)، في: https://cutt.us/1d72g

–   غسان الشهابي، المواطنة والقوى الوطنية في البحرين والكويت: تحديات مشروع الدولة الحديثة، في: الثابت والمتحول :2019 المواطنة في تيارات الخليج، الكويت: مركز الخليج لسياسات التنمية، 2018، في:https://cutt.us/jSQUN

–   فهد الشامري، “الإصلاح” وضعت حجر الأساس لمشروعات خيرية في كمبوديا، صحيفة الوطن، (17/10/2017)، في: https://cutt.us/uMLe1

–   ليلى الشافعي، الإصلاح كرمت القيادات الدعوية والخيرية من جيل التأسيس، صحيفة الأنباء، (18/11/2021)، في: https://cutt.us/hNBo6

–   مجلة المجتمع، جمعية الإصلاح الكويتية نموذج لمدرسة تربوية –اجتماعية، (23/3/2014)، في: https://cutt.us/gmp7p

–   مجلة المجتمع، شراكة استراتيجية بين نماء الخيرية والأمانة العامة للأوقاف لتنفيذ مصرف اليتيم، (5/12/2021)، في: https://cutt.us/RcbCa

–   مجلة الوطن، 3 جمعيات خيرية كويتية تحصد المراكز الأولى من بين 2050 جمعية عربية، (25/7/2012)، في: https://cutt.us/ic7QF

–   محمد المباركي، الإصلاح السياسي في الكويت وأثره في التغيير، رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، 2010.

–   محمد عمارة تقي الدين، الحركات الإسلامية السنية والشيعية في الكويت، ترجمة بدر الدين المطيري، سلسلة الدراسات الفكرية والسياسية، دار نهوض للدراسات والنشر، 2016.

–   محمود جمال عبد العال، إخوان الكويت: من النشأة الاجتماعية إلى التحول السياسي، المركز العربي للبحوث والدراسات، (2/10/2018)، في: https://cutt.us/mskw4

–   المركز الدولي لقوانين منظمات المجتمع المدني، الكويت: تقرير عن قانون العمل الخيري، في: https://cutt.us/N6uND

–   مستقبل العلاقة بين الحكومة وإخوان الكويت غير مبشر، صحيفة نون بوست، (22/11/2013)، في: https://cutt.us/r5hvA

–   موقع الأنباء، “نسائية الإصلاح” تدشن تطبيق “دربة” لتدريب المتطوعات، (21/12/2021)، في: https://cutt.us/BRAkS

–   موقع بوابة الإنسانية، الرحمة العالمية: جمعية الإصلاح الاجتماعي، في: https://cutt.us/6tgOs

–   موقع جمعية التكافل، الرحمة العالمية: الكويتية تستأجر مقراً في مستشفى أردني لمعالجة اللاجئين السوريين، في: https://cutt.us/moPwJ

–   موقع قدس برس، الكويت.. إطلاق مسابقة توعوية بعنوان فلسطين قضيتي، (27/11/2021)، في:https://cutt.us/2QTMB

–   وكالة الأنباء الكويتية، “الرحمة العالمية” تحتفل بقافلة العون رقم 300 للاجئين السوريين، (25/02/2017)، في: https://cutt.us/fkwW9

–   وكالة الأنباء الكويتية، الأردن: “الرحمة العالمية” تسير قافلتي مساعدات للاجئين السوريين، (28/02/2016)، في: https://cutt.us/sw8bl

–   وكالة الأنباء الكويتية، برنامج يوفر الرعاية للتائبين والمفرج عنهم في قضايا تعاطي المخدرات، (13/04/2001)، في: https://cutt.us/puR6d

–   وكالة الأنباء الكويتية، جمعية الرحمة العالمية الكويتية تواصل تقديم المساعدات، (4/2/2009)، في: https://cutt.us/MKNBn

المراجع الأجنبية

BAYAT, Life as Politics: How Ordinary People Change the Middle East, Amsterdam, Amsterdam University Press, 2010 –

Courtney Jean Freer, Rentier Islamism: Muslim Brotherhood Affiliates in Kuwait, Qatar, and the United Arab Emirates, Phd Dissertation of International Relations at the University of Oxford. 2015, in: https://cutt.us/oloFq

Gulf Donors and NGO’s Assistance to Syrian Refugees in Jordan, UNHCR Gulf Report, The UN Refugees Agency, 2014, In: https://cutt.us/kmvS9 – 

Marc Lynch, The Arab Uprising: the Unfinished Revolution of the New Middle East, Public Affairs Journal, 2012. –

May Darwich. Creating the enemy, constructing the threat: the Diffusion of Represssion against the Muslim Brotherhood in the Middle East, Democratization Journal, Vol 24, N 7. In: – https://cutt.us/AbpEh

Zoltan Pall, The Emergence of Gulf-based Transnational Charities and their Expansion into Southeast Asia, Middle East Insights, No 193.8, November 2018, In: https://cutt.us/OfpNM – 

 

[1] المركز الدولي لقوانين منظمات المجتمع المدني، الكويت: تقرير عن قانون العمل الخيري، في: https://cutt.us/N6uND

[2] مجلة الوطن، 3 جمعيات خيرية كويتية تحصد المراكز الأولى من بين 2050 جمعية عربية، (25/7/2012)، في: https://cutt.us/ic7QF

[3] عبادة السيد، رئيس جمعية الإصلاح: نسعى لتكوين جيل مبدع من الشباب نافع لوطنه ودينه، (11/11/2014)، في: https://cutt.us/ulq35

[4] عبادة السيد، مرجع سابق.

[5] علي فهد الزميع، الحركات الإسلامية السنية والشيعية في الكويت، مرجع سابق، ص 175.

[6] المرجع نفسه، ص 127.

[7] محمد عمارة تقي الدين، الحركات الإسلامية السنية والشيعية في الكويت، ترجمة بدر الدين المطيري، سلسلة الدراسات الفكرية والسياسية، دار نهوض للدراسات والنشر، 2016.

[8] المرجع نفسه.

[9] May Darwich. Creating the enemy, constructing the threat: the Diffusion of Represssion against the Muslim Brotherhood in the Middle East, Democratization Journal, Vol 24, N 7. In: https://cutt.us/AbpEh

[10] محمد المباركي، الإصلاح السياسي في الكويت وأثره في التغيير، رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، 2010.

[11] Courtney Jean Freer, Rentier Islamism: Muslim Brotherhood Affiliates in Kuwait, Qatar, and the United Arab Emirates, Phd Dissertation of International Relations at the University of Oxford. 2015, p 88, in: https://cutt.us/oloFq

[12] محمد عمارة تقي الدين، الحركات الإسلامية، مرجع سابق.

[13] Courtney Jean Freer. Ibid. p 62.

[14] جوزيف باحوط وآخرون، الاقتصاد السياسي العربي: مسارات نحو النمو العادل، مركز كارنيغي للشرق الأوسط، (د.ت)، في: https://cutt.us/zP2gb

[15] غسان الشهابي، المواطنة والقوى الوطنية في البحرين والكويت: تحديات مشروع الدولة الحديثة، في: الثابت والمتحول :2019 المواطنة في تيارات الخليج، الكويت: مركز الخليج لسياسات التنمية، 2018، ص 117-158. في:https://cutt.us/jSQUN

[16] علي فهد الزميع، مرجع سابق، ص180.

[17] أحمد الهاشمي، الإخوان في الكويت: عودة إلى السياسة، صحيفة إضاءات، (31/8/2016)، في: https://cutt.us/9MJr3

[18] عبد الرضا أسيري، المجتمع المدني في الكويت: تميز بقيمه الاجتماعية والسياسية والدينية، صحيفة الرأي، (17/10/2020)، في: https://cutt.us/1d72g

[19] الديوانية: هي مركز لتجمع الرجال والشباب، يشرف عليها أحد أعيان المجتمع، وهي مكان لتبادل أطراف الحديث وفي مقدمتها الشؤون السياسية، وقد مثلت الديوانية في الكويت أحد أشكال الممارسة السياسية.

[20] Marc Lynch. The Arab Uprising: the Unfinished Revolution of the New Middle East, Public Affairs Journal, 2012, P 130.

[21] محمود جمال عبد العال، إخوان الكويت: من النشأة الاجتماعية إلى التحول السياسي، المركز العربي للبحوث والدراسات، (2/10/2018)، في: https://cutt.us/mskw4

[22] علي فهد الزميع، مرجع سابق، ص 175.

[23] محمد عمارة تقي الدين، الحركات الإسلامية، مرجع سابق.

[24] زياد منسون هو أستاذ مشارك في اختصاص العلوم الاجتماعية بجامعة لاهاي. تركز معظم أبحاثه على دراسة الحركات الاجتماعية المحافظة والعنف السياسي. لديه العديد من الكتابات حول الحركات الاجتماعية والدين والمجتمع المدني، خصوصاً حركة الإخوان المسلمين في مصر، ويدرس الديناميات التنظيمية للإرهاب والتشدد الديني.

[25] Luciano Zaccara & Others. Ibid.

[26] آصف بيات هو أستاذ علم اجتماع ومختص في الدارسات العالمية وعبر وطنية في جامعة إلينوي. وقد درس آصف بيات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشغل منصب رئيس قسم “المجتمع والثقافة في منطقة الشرق الأوسط الحديث” في جامعة ليدن.

[27] BAYAT, A. Life as Politics: How Ordinary People Change the Middle East, Amsterdam, Amsterdam University Press .2010.

[28] موقع بوابة الإنسانية، الرحمة العالمية: جمعية الإصلاح الاجتماعي، في:  https://cutt.us/6tgOs

[29] وكالة الأنباء الكويتية، برنامج يوفر الرعاية للتائبين والمفرج عنهم في قضايا تعاطي المخدرات، (13/04/2001)، في: https://cutt.us/puR6d

[30] جمعية بشائر الخير، الأردن تعلن عن تحالف عربي لمواجهة المخدرات بمشاركة بشائر الخير، (03/08/2017)، في: https://cutt.us/AIMX8

[31] مجلة المجتمع، شراكة استراتيجية بين نماء الخيرية والأمانة العامة للأوقاف لتنفيذ مصرف اليتيم، (5/12/2021)، في: https://cutt.us/RcbCa

[32] صحيفة القبس، مركز الشباب بالإصلاح يختتم بطولة الكراتيه السادسة، (22/8/2004)، في:https://cutt.us/wttrq

[33] موقع قدس برس، الكويت.. إطلاق مسابقة توعوية بعنوان فلسطين قضيتي، (27/11/2021)، في:https://cutt.us/2QTMB

[34] موقع الأنباء، “نسائية الإصلاح” تدشن تطبيق “دربة” لتدريب المتطوعات، (21/12/2021)، في: https://cutt.us/BRAkS

[35] المدرسة المباركية أُسست في 22 ديسمبر/كانون الأول 1911 حيث أُطلق عليها هذه التسمية نسبة للشيخ المؤسس مبارك الصباح. وتُعد هذه المدرسة الأولى في تاريخ الكويت حيث أنشئت من مساهمات المواطنين وتبرعاتهم. وقد عرفت تطوراً كبيراً لتتحول إلى مدرسة نظامية تابعة لوزارة المعارف آنذاك في عام 1936، ثم تحولت في 1985 إلى مقر المكتبة المركزية في الكويت.

[36] أنشئت المدرسة الأحمدية في عام 1921 من طرف الشيخ أحمد الجابر الصباح، حيث أصبحت المدرسة النظامية الثانية في تاريخ الكويت المعاصر. انتهت أشغالها التعليمية في عام 1957. وتعد من أبرز المدارس التي تتنافس مع المدرسة المباركية، وسعت للتغيير على مستوى المواد ومناهج التعليم.

[37] Courtney Jean Freer. Ibid. p 84

[38] محمود جمال عبد العال، إخوان الكويت، مرجع سابق.

[39] مستقبل العلاقة بين الحكومة وإخوان الكويت غير مبشر، صحيفة نون بوست، (22/11/2013)، في: https://cutt.us/r5hvA

[40] أحمد الهاشمي، الإخوان في الكويت: عودة إلى السياسة، مرجع سابق.

[41] مجلة المجتمع، جمعية الإصلاح الكويتية نموذج لمدرسة تربوية –اجتماعية، (23/3/2014)، في: https://cutt.us/gmp7p

 [42] ليلى الشافعي، الإصلاح كرمت القيادات الدعوية والخيرية من جيل التأسيس، صحيفة الأنباء، (18/11/2021)، في: https://cutt.us/hNBo6

[43] Zoltan Pall, The Emergence of Gulf-based Transnational Charities and their Expansion into Southeast Asia, Middle East Insights, No 193.8, November 2018, In: https://cutt.us/OfpNM

[44] صحيفة النهار، المغامس: حماية العمل الخيري الكويتي من التشويه واجب الجميع، رقم العدد 2142، (7/5/2014)، في: https://cutt.us/Fo6to

[45] Zoltan Pall, Ibid.

[46] جريدة الدقيقة، “الرحمة العالمية” تواصل أعمالها الخيرية في الصومال، (12/04/2016)، في: https://cutt.us/75tfh

[47] الجزيرة، سفينة كويتية لكسر حصار غزة تنطلق بعد أسابيع، (12/2/2008)، في: https://cutt.us/ZPJHD

[48] وكالة الأنباء الكويتية، جمعية الرحمة العالمية الكويتية تواصل تقديم المساعدات، (4/2/2009)، في: https://cutt.us/MKNBn

[49] وكالة الأنباء الكويتية، “الرحمة العالمية” تحتفل بقافلة العون رقم 300 للاجئين السوريين، (25/02/2017)، في: https://cutt.us/fkwW9

[50] صحيفة الجريدة، أعمال الخير الكويت.. ركائز سامية ومساعدات متواصلة، (24/02/2018)، في: https://cutt.us/qOX8n

[51] موقع جمعية التكافل، الرحمة العالمية: الكويتية تستأجر مقراً في مستشفى أردني لمعالجة اللاجئين السوريين، في: https://cutt.us/moPwJ

[52] Gulf Donors and NGO’s Assistance to Syrian Refugees in Jordan, UNHCR Gulf Report, The UN Refugees Agency, 2014, In: https://cutt.us/kmvS9

[53] سامح أبو الحسن، فهد الشامري: جامعة محمود قشغري احتفلت بالأيام الثقافية الكويتية، مجلة المجتمع، (10/6/2016)، في: https://cutt.us/Cpg4z

[54] سامح أبو الحسن، الرحمة العالمية: من بناء الأجساد إلى بناء العقول، مجلة المجتمع، (7/10/2018)، في: https://cutt.us/VxQx0

[55] فهد الشامري، “الإصلاح” وضعت حجر الأساس لمشروعات خيرية في كمبوديا، صحيفة الوطن، (17/10/2017)، في: https://cutt.us/uMLe1

[56] وكالة الأنباء الكويتية، “الرحمة العالمية”، مرجع سابق.

[56] صحيفة الأنباء، أعمال الخير بالكويت.. ركائز سامية ومساعدات متواصلة، (24/02/2018)، في:https://cutt.us/xeaAt

[57] وكالة الأنباء الكويتية، الأردن: “الرحمة العالمية” تسير قافلتي مساعدات للاجئين السوريين، (28/02/2016)، في: https://cutt.us/sw8bl

[58] صحيفة الجريدة، أعمال الخير بالكويت: ركائز سامية ومساعدات متواصلة، (24/02/2018)، في: https://cutt.us/xspDp

[59]  حور سامح، “إخوان الكويت” على قوائم الإرهاب السعودية، المرجع للدراسات والأبحاث الاستشرافية حول الإسلام الحركي، (25/7/2018)، في: https://cutt.us/Hhk5N

[60] حمد العنزي، “جمعية الإصلاح” الكويتية في مرمى نيران الانتقادات، إندبندنت عربية، (9/5/2021)، في: https://cutt.us/d4wvh

الكلمات المفتاحية :