فلسطين .. صفقة القرن
مقدمة
صفقة القرن لحل قضية القرن؛ مصطلحان وردا على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ويقصد بهما التوصل إلى تسوية للصراع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ باعتبار احتلال فلسطين (قضية القرن)، وأن الصفقة إذا ما تمت تستحق أن تُعدَّ (صفقة القرن)، وقد مر قرن (100 عام) وعام، على الاتفاقية السرية التي وقعتها القوتان الاستعماريتان الرئيسيتان للمنطقة العربية حينها؛ بريطانيا وفرنسا، والتي تم بموجبها تقاسُم تركة الدولة العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وعرفت لاحقاً باسم اتفاقية (سايكس-بيكو) في العام 1916، والتي كان احتلال فلسطين هدفها المركزي بعد إنهاء الخلافة العثمانية وتقسيم المنطقة العربية إلى كنتونات سياسية.
وكذلك مرت مئة عام بالضبط على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطانية آرثر بلفور عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، التي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، والتي تعد أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهداً بإقامة دولة لليهود في فلسطين. قضية القرن وصفقة القرن سبق تداولها من قبل خلال المفاوضات في عهد رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكنها لم تلقَ الصدى الذي تلقاه في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومردُّ ذلك إلى شخصية الرئيس الأمريكي، وخلفيته التجارية، وخطابه الشعبوي، والظروف التي تمر بها المنطقة العربية والتي أغرت الإسرائيليين وجعلتهم يطالبون بالتطبيع مع الدول العربية قبل التوصل إلى تسوية للصراع.
تأتي محاولات عقد صفقة القرن في ظل توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ عام 2014، والمنطقة العربية تشهد صراعات متعددة وحروباً إقليمية بالوكالة في أكثر من ساحة، ولم يعد الصراع العربي الإسرائيلي هو الوحيد في المنطقة والمجمع عليه عربياً، حيث اختلفت الأولويات واتجاهات المخاطر، وظهر من يجاهر بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يعد هو المهدد الرئيسي لاستقرار المنطقة، وتبنت بعض الأصوات المطالبة بضرورة إشراك كيان الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات الخطر الإيراني وأدواته في المنطقة.