فوز ترامب وملف الحرب على غزة المحددات والانعكاسات موقع

فوز ترامب وملف الحرب على غزة .. المحددات والانعكاسات

وحدة الرصد والتحليل

|

2024-11-14

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
وحدة الرصد والتحليل

|

2024-11-14

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
وحدة الرصد والتحليل

|

2024-11-14

|

طباعة

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest

تمكن دونالد ترامب من الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، متقدماً بفارق كبير على منافسته كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، وحصل على 312 صوتاً في المجمع الانتخابي بنسبة 50.2%، مقابل 226 صوتاً في المجمع الانتخابي بنسبة 48.1% لحساب هاريس. وفي خطابه لأنصاره بعد نتائج الفوز الأولية، قال ترامب: لن أبدأ حروباً، وسأعمل على إيقافها.

تشير تصريحات ترامب إلى إمكانية أن تشهد المنطقة حالة من الهدوء النسبي، خاصة أن الانتخابات جرت في ظل مستويات خطرة من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع دخول الحرب على غزة عامها الثاني.

يحاول تقدير الموقف تحليل نتائج فوز ترامب وحزبه في الانتخابات الأخيرة، ويقف على المحددات الرئيسية لسياسة ترامب الخارجية تجاه ملف الحرب على غزة، وانعكاسات ذلك على واقع المدنيين هناك.

القضية الفلسطينية في معادلة الانتخابات الأمريكية

حقق ترامب نتائجَ غير متوقعة في الانتخابات الأخيرة، وذلك على الرغم من حملات التشويه ضده، واتهامه بالعديد من التهم الجنائية، التي أُدين بنحو 34 منها. فقد تمكن من الانتصار على هاريس بأصوات المجمع الانتخابي، وكذلك التصويت الشعبي، بفارق بأكثر من خمسة ملايين صوت، وحصل على جميع أصوات الولايات المتأرجحة (93 صوتاً)، وتمكن حزبه (الحزب الجمهوري) من تحقيق أغلبية في مجلس الشيوخ (53 مقعداً من أصل 100 مقعد)، ومن المتوقع أن يحصل الحزب على أغلبية مجلس النواب (أي 218 مقعداً) عقب الانتهاء من فرز الأصوات.

عُدَّت هذه النتائج كارثة حقيقية على الحزب الديمقراطي؛ فالحزب الجمهوري، الذي سيسيطر على البيت الأبيض ومجلس النواب ومجلس الشيوخ، سيكون له سلطة واسعة لإقرار القوانين وتنفيذ أجندته السياسية والاقتصادية والأمنية.

ويبرز تأثير القضية الفلسطينية في نتائج الانتخابات في الآتي:

سوء إدارة بايدن سبب في فوز ترامب

ساهم فشل إدارة بايدن في معالجة بعض القضايا الوطنية والدولية في خسارة الديمقراطيين الانتخابات، فقد كان أداء إدارة بايدن ضعيفاً عموماً، لا سيما بالنسبة للحرب على غزة، فقرارات واشنطن كانت هامشية وغير مؤثرة، ولم تتمكن هاريس من تقديم رؤية وسياسات بديلة لما يحصل في غزة من إبادة وجرائم إنسانية، وهو ما جعل الناخب الديمقراطي يشعر أنّ حزبه فقد مساره نحو الاتجاه الصحيح.

تأثير الصوت العربي والمسلم في الانتخابات الأمريكية

يبلغ عدد الناخبين العرب والمسلمين 2.5 مليون ناخب أمريكي من أصل 244 مليوناً، وعلى الرغم من أنّ تصويت الجالية العربية والإسلامية بالعادة لا يكون مهماً في العملية الانتخابية، فإنّ الصوت العربي والمسلم تمتع بحضور مهم في الانتخابات الأخيرة، إذ أظهر المرشحان اهتماماً بأصوات الجالية العربية والمسلمة، وسعى كل منهما إلى استمالة أصواتهم الانتخابية بتقديم وعود خاصة بهم، وقد أثرت أصوات الجالية العربية والمسلمة في تمكين ترامب من الفوز بإحدى الولايات المتأرجحة (ولاية ميشيغان)، بعد قرار جزء كبير من مكونات الجالية بعدم التصويت لهاريس، وكذلك مقاطعة قوائم الديمقراطيين؛ لمعاقبة إدارة بايدن على دعم الحرب في غزة، وربما تشكل انتخابات 2024 مرحلة مؤسسة لدور فعال للجالية العربية والإسلامية في الحياة السياسية الأمريكية.

تأثير الحرب على غزة ولبنان في الامتناع عن التصويت

أظهرت إحصائيات الانتخابات الأخيرة أنّ كتلة أصوات ترامب بقيت، نوعاً ما، ثابتة عند مقارنتها بانتخابات 2020، فقد حصل ترامب على 74.216.154 صوتاً في 2020، في حين حصل على 75.516.953 صوتاً في 2024. على حين فقَدَ الحزب الديمقراطي حوالي 9 ملايين صوت ناخب في الانتخابات الأخيرة، فبينما حصل جو بايدن في 2020 على 81.268.924 صوتاً، حصلت كامالا هاريس على 72.373.696 صوتاً، ويشير ذلك إلى أنّ هناك كتلة كبيرة من الحزب الديمقراطي اتجهت إلى الامتناع عن التصويت، فالأصوات لم تتجه إلى دعم ترامب، وإنّما امتنعت عن التصويت أو تأييد مرشحة حزب الخضر (جيل ستاين)؛ بسبب تأثير أحداث غزة ولبنان، وضعف سياسات الحزب الديمقراطي في وقف المجازر اليومية بحق المدنيين هناك.

محددات سياسة ترامب تجاه ملف الحرب على غزة

من أهم محددات السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الملف الفلسطيني، لا سيما ملف إيقاف الحرب على غزة، الآتي:

موقف ترامب السابق السلبي تجاه القضية الفلسطينية

عُرف ترامب خلال ولايته الرئاسية السابقة بدعمه السياسي والعسكري اللامحدود للكيان الإسرائيلي، وأبرز ما قدمه للكيان في ولايته السابقة: صفقة القرن التي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية كاملاً، والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية وموحدة للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وإيقاف تمويل وكالة الأونروا، والاعتراف بضم الجولان السوري للكيان الإسرائيلي، والإعلان عن اتفاقيات أبراهام، التي طبَّعت فيها عدد من الدول العربية علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي.

وبينما يذهب البعض إلى إمكانية استمرار الحرب على غزة بناء على نهج ترامب السابق، الذي يمكن وصفه بدعم يتجاوز جميع مبادئ وثوابت الاتفاقيات والأعراف السابقة المرتبطة بحل القضية الفلسطينية، وأنّ عودة ترامب تعني مزيداً من الامتيازات لتل أبيب، في مقابل حلول ظالمة ومجحفة بحقوق الشعب الفلسطيني؛ يرى آخرون أن من الممكن أن يتجه ترامب إلى دعم مسارات تنهي الحرب على غزة وفق رؤية تدعم شروط الكيان، مثل: إعادة احتلال قطاع غزة، أو فرض سيطرة كاملة على الحدود الفلسطينية المصرية، أو تولي الكيان الإسرائيلي لإدارة شؤون القطاع الإدارية والأمنية.

شخصية ترامب البراغماتية

يتمتع ترامب بشخصية لا تلتزم بنمط معين أو بنهج محدد، فهو يجيد التناقضات المستمرة، ولا يكمن التنبؤ بسياساته، ومن ثم فإن من الصعب رسم إطار عام لشكل السياسة الخارجية التي قد ينتهجها تجاه ملف غزة، وإن كان في ملامحها عدم غياب الدعم القوي للكيان الإسرائيلي.

كذلك فإن ترامب رجل أعمال وسياسي براغماتي، يعتمد على المال والاقتصاد بوصفهما إحدى الأدوات الأساسية لعقد الصفقات السياسية، وهو ما قد يجعله يتجه إلى ممارسة ضغوط على تل أبيب لوقف الحرب في غزة بما يدعم تفوقها، خاصة أنّ الإنفاق العسكري الأمريكي الضخم على تل أبيب أصبح أمراً مكلفاً على واشنطن، ولكن هذا الطرح قد يواجه بتعنت من نتنياهو الرافض لكثير من الوساطات السياسية لأغراض سياسية وذاتية بحتة.

غموض موقف ترامب من الحرب على غزة

يفتقر ترامب إلى رؤية واضحة لقضايا منطقة الشرق الأوسط عموماً، والحرب على غزة خصوصاً، إذ ينصب تركيزه على معالجة قضايا الشأن الداخلي، بالإضافة إلى مواجهة التحديات الخارجية المصيرية مثل تهديدات الصين وروسيا. فترامب لم يشر إلى أيّة حلول واضحة بشأن القضية الفلسطينية خلال حملته الانتخابية، وربما كانت وعوده بوقف الحرب، في أثناء لقائه بالجالية العربية والمسلمة في ولاية ميشيغان، لاستغلال أصوات المعارضين للحرب على غزة في تحقيق أهدافه الانتخابية.

 وعلى العموم، لن يخرج ترامب عن البنية المؤسسية الصلبة الداعمة للكيان الإسرائيلي، وسيركز بشكل أساسي على أهداف الولايات المتحدة الاستراتيجية، وبالنسبة لحالة الحرب على غزة فربما يرى ترامب أنّ وقف الحرب قرار إسرائيلي، وأنّ مشاركة الولايات المتحدة في هذا القرار سيكون بما يضمن أهدافها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وأهم هذه الأهداف هو بقاء الكيان الإسرائيلي فعالاً وقوياً في منطقة الشرق الأوسط.

ونظراً لغياب الرؤية الواضحة لترامب بشأن ملف الحرب على غزة، فقد نشهد اتجاهاً دراماتيكياً في سياسة أمريكا الخارجية مع الكيان الإسرائيلي، واتجاهَ واشنطن إلى استخدام أساليب الضغط: مثل وقف المساعدات العسكرية، أو الانتقاد العلني لإجبار تل أبيب على القيام بإجراءات معينة، ولكن هذه الإجراءات لن ترقى إلى مستوى تحقيق مطالب الفلسطينيين على حساب رؤية الكيان الإسرائيلي وشروطه.

دور القوى الإقليمية والدولية وتأثيرها في قرارات ترامب

يمكن أن يكون للقوى الإقليمية دور بارز في التأثير في قرارات ترامب تجاه ملف الحرب في غزة، فترامب يفضل الاتفاقيات المتبادلة والمنفعة مقابل الأخرى، ولكن ذلك يجب ألا يكون على حساب مصالح مصيرية مهمة للقضية الفلسطينية. كما يمكن القول إن أغلب الدول المحيطة بفلسطين ترفض سياسات التهجير وإنهاء القضية الفلسطينية، ويمكن أن يُعدَّ ذلك إطاراً عاماً تشارك فيه القوى الإقليمية للتأثير في قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة.

الأمر الآخر، أن هناك تحركاً أممياً سريعاً يتجه نحو صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقيد “الحرية العسكرية للكيان الإسرائيلي” بشكل كبير في حال رفضت الاستجابة لوقف فوري للقتال في غزة ولبنان، وذلك في ظل التقارير المتزايدة عن خطر المجاعة في قطاع غزة، لا سيما في شماله، وقد تتجه إدارة بايدن في فترتها المتبقية (قرابة شهرين) إلى فرض عقوبات على تل أبيب، وكذلك قد تتجه عدد من الحكومات الغربية إلى فرض عقوبات على وزراء أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، وهذا أمر يمكن أن يكون له تبعات على السياسة الخارجية لترامب تجاه ملف الحرب على غزة فيما بعد.

وبالنسبة للدور الإيراني في التأثير على وقف الحرب على غزة، فإنه يعد دوراً غير فعال مقابل تأثيره في ملف لبنان. وأما عن تحركات تركيا الأممية لوقف شحنات السلاح للكيان الإسرائيلي، أو تحركات ماليزيا لإخراج الكيان الإسرائيلي من عضوية الأمم المتحدة، فإنها تشكل ضغوطاً سياسية على الكيان بشكل أساسي، ويمكن أن تؤثر في سياسات إدارة ترامب إذا ما قررت حكومات تلك الدول الدخول في تفاهمات سياسية وجهود دبلوماسية مع إدارة ترامب لإيقاف الحرب على غزة.

ويمكن أن يشكل الموقف العربي والإسلامي في حال تصاعده وتوحده ضغوطاً على إدارة ترامب، كما يمكن أن تضغط القوى العربية على واشنطن لإحداث بعض التسويات بخصوص الملف الفلسطيني مقابل إنجاز عدد من الصفقات السياسية والاقتصادية.

انعكاسات فوز ترامب على ملف الحرب في غزة

بناء على المحددات السابقة، يمكن القول إن فوز ترامب ستكون له انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على ملف الحرب على غزة، من أهمها:

الانعكاسات السياسية

بالرغم من أن ترامب صرح بأنه سيعمل على وقف الحرب، فإنّ خلفيته السياسية المنحازة للكيان الإسرائيلي تعطي إشارات بأنّ تحركاته ستكون غالباً لمصلحة الكيان الإسرائيلي، وهذا أمر ينسجم مع السياسة الخارجية الأمريكية العامة تجاه الملف الفلسطيني، بغض النظر عن شخصية رئيس البيت الأبيض، ولكن ترامب ربما يستخدم أساليب مختلفة في إطار تلك السياسة الخارجية.

ومن الممكن أن يدعم ترامب صفقة تنهي الحرب ولو بصفة مؤقتة، إذ إنه يميل إلى إنجاز الصفقات بشكل سريع، وربما ينتج عنها فرض هدنة تجمد الوضع القائم دون معالجة قضايا الحرب الأساسية، وقد تميل الصفقة إلى شروط تل أبيب، لا سيما أنّ التوصل إلى صفقة سريعة يعد نصراً لإدارة ترامب.

كما أنّه في المقابل، قد يبارك خطوات الاستيطان والتمدد في أراضٍ جديدة، سواء في الضفة أو قطاع غزة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى توسيع البؤر الاستيطانية وتشريع سياسات الضم، وإلغاء العقوبات على مشاريع الاستيطان التي فرضتها إدارة بايدن، لا سيما أنّ الإدارة الأمريكية الجديدة دعت يوسي داغان، رئيس مجلس مستوطنات الضفة، إلى حضور حفل تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.

ولا يُتوقع أن يندفع ترامب نحو صفقات جديدة لا تستند إلى أسس منطقية، فصفقة القرن ولدت ميتة لكونها تجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن من الممكن أن يتجه إلى صفقات جديدة تقايض ملف غزة باتفاقات تطبيع جديدة تتكون من مراحل متسلسلة.

أما من ناحية السيناريو الأكثر سلباً، كاستمرار الحرب، وتهجير الفلسطينيين، وفرض حماية إسرائيلية في غزة، وفرض التطبيع العربي الشامل، فمن غير المرجح أن يكون واقعاً على المستوى القريب، فترامب استفاد من تجربته الرئاسية السابقة، وربما يركز على إحداث التغييرات التدريجية غير العنيفة. ومن ناحية أخرى، فقد أشار ترامب أنه لا يريد الحروب، وهو ما يرجح عدم استمرار الحرب بحدتها الحالية، وتقليل مستويات القتل والدمار الهائلة بحق المدنيين العزل في غزة.

الانعكاسات العسكرية

تتعهد الحكومات الأمريكية المتعاقبة بحماية الكيان الإسرائيلي كلياً، وتقديم الدعم العسكري اللازم لضمان أمنه، وترامب سيستمر في هذا الإطار بتعهده بتقديم الدعم العسكري للكيان الإسرائيلي، وإمداده بكل ما يحتاج إليه من معدات عسكرية، هجومية ودفاعية. لكنه في المقابل سيمارس ضغوطاً لإنهاء الحرب ومنح الكيان الإسرائيلي حق الدفاع في أيّ مكان وزمان يريده.

وفي تصريح سابق له، في شهر مارس/ آذار الماضي، لصحيفة إسرائيل اليوم رأى ترامب أنّ على تل أبيب أنّ تنجز مهمتها في الحرب في أسرع وقت، مشيراً إلى أنّ الكيان الإسرائيلي فقد الكثير من الدعم الدولي بسبب الحرب، وهذا يشير إلى أن ترامب لا يعارض العمليات العسكرية تماماً، ولكنه لا يفضل أن تستمر الحرب وقت طويلاً بتكلفة إنسانية ومالية باهظة.

ومن المرجح أن يكون الشهران القادمان مرحلة حساسة للغاية، تسعى فيهما القوى المرتبطة بملف وقف إطلاق النار في غزة إلى خلق واقع تفاوض عليه عند دخول ترامب للبيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل. فضلاً عن ذلك، ربما يحاول ترامب تسلم سدة الرئاسة بملفات إقليمية أقل توتراً، ومن ثم يرسل رسائل لتل أبيب مفادها أنّه يتعين عليها إيقاف الحرب في غزة ولبنان إلى حين تسلمه سدة الرئاسة، وربما تشير الأخبار المتداولة إلى هذا المسار، إذ تتحدث عن إمكانية التوصل إلى “اتفاق مثالي” لوقف الحرب على لبنان، بعد تبادل الولايات المتحدة ولبنان والكيان الإسرائيلي مسودات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في 10 نوفمبر الماضي.

الانعكاسات الاقتصادية

كشفت الحرب على غزة عن المخاطر العالية التي تواجهها المنطقة في مجال الطاقة، إذ كان لها أثر سلبي على التنقيب عن الغاز في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وكذلك على اتفاقيات الطاقة الموقعة بين دول حوض المتوسط، ونشاط الشركات العالمية في أماكن التنقيب، فقد أدت الحرب إلى ابطاء نشاط الكيان في مجال الطاقة واتخاذه للكثير من التدابير الأمنية حول حقوله للغاز الطبيعي وغيره، وفي حال تمكنت إدارة ترامب من إنشاء حالة من الهدوء النسبي وإيقاف الحرب المدمرة على غزة، فإن ذلك سينعكس إيجاباً على الكيان الإسرائيلي، ومن ثم يتمكن من إعادة أنشطة التنقيب بفعالية عالية، كما سيساعده ذلك على إعادة الحيوية لموانِئه المعطلة، وأبرزها ميناء عسقلان.

بالنسبة لغزة، من الممكن أن يدعم ترامب معالجات جزئية للوضع الإنساني؛ كإدخال المساعدات، وحماية أكثر للمدنيين، وإطلاق مؤتمرات لإعادة إعمار غزة.

خاتمة

يشير فوز ترامب التاريخي، رغم كل محاولات الديمقراطيين لإفشاله، وحصوله على أغلبية الجمهور الأمريكي (وهو نادر الحدوث بالعادة)، إلى تمتع الرجل بحضور قوي، وتفرده بشخصية كاريزمية استطاعت جذب أصوات الناخبين إليه، وهذه النتيجة قد تمنح ترامب قوة دافعة للاتجاه نحو تحقيق رؤاه الخاصة وأهدافه السياسية والاقتصادية داخلياً وخارجياً، لا سيما إذا أضفنا فوز حزبه الجمهوري في مختلف دوائر التشريع والتنفيذ الأمريكية.

وعلى الرغم من أخبار إمكانية وقف الحرب في لبنان، فإن الواقع يفيد بعكس ذلك، وحزب الله يردد بأنه غير معني بأي اتفاق حتى الآن، وهو ما يظهر سعي واشنطن وحلفيتها تل أبيب إلى إنتاج اتفاقات وقف إطلاق نار هشة، سواء في لبنان أو في غزة، وبما يهيئ الأجواء لمرحلة سياسية وأمنية جديدة، ولكن الأمر يتوقف في نهاية المطاف على دور المقاومة واستبسالها في فرض أمر واقع يحتم على واشنطن التعامل بجدية مع قوى المقاومة ومطالبها في وقف إطلاق النار.

الكلمات المفتاحية :