13% -

الصراع السني الشيعي

7,00$

تتبع

الوصف

نبذة من كتاب الصراع السني الشيعي

الخلاف السني الشيعي ليس وليد اللحظة وتعود جذوره للبدايات التأسيسية للفرقتين، وكان البُعد السياسي هو المسيطر على الفكرة منذ نشأتها، وهذا ما يدعونا إلى البحث في حقيقة الصراع وجذوره التأسيسية.

وقد فرضت مسألة الحكم نفسها على الواقع الفكري والسياسي منذ بداية التاريخ الإسلامي، وكانت الخلفيات التأسيسية الأولى لكثير من الفرق ذات بعد سياسي، فبداية ظهـور الشيعة كانت من خلال تَزَعُّم فكرة حب علي بن أبي طالب، ثم تطور التشيع فيما بعد كرد فعل على الجماعات المعارضة لعلي.

وظاهرة الصراع قديمة قدم الإنسانية، وهي من الظواهر المعقدة في الدراسات الاجتماعية، ولعل ذلك يعود إلى تداخل العوامل المنشئة لحالة الصراع وتنوع مصادره، وتعدد الأهداف والدوافع والأبعاد، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية منها بالتحديد، التي أصبحت ساحة نفوذ للقوى الكبرى، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبواسطتها تم استدعاء الخلافات البينية، وتطييف الصراعات السياسية، حتى أصبحت ورقة الخلاف السني الشيعي من أهم أدوات الصراع، ومن أبرز وسائل التعبئة الجماهيرية، ووسيلة لتقسيم المنطقة واستنزاف القوى السياسية المتصارعة.

في إطار هذا التنافس ترى إيران أنها تمتلك عدداً من المقومات الحضارية والسياسية والعسكرية، تجعل منها قوة إقليمية ومركزاً للشيعة في المنطقة، التي يعد المذهب الأغلب فيها هو المذهب السني وعلى الرغم من ذلك ليس هناك قوة إقليمية موحدة لمواجهة الطموح الإيراني، وتعد المملكة العربية السعودية في نظر إيران دولة محورية تعيق الطموحات الإيرانية، وترى في النفوذ الإيراني خطراً على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ومن ثم نشب الصراع المباشر وغير المباشر بين الدولتين، لعدد من العوامل الجيوسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وأصبح العامل المذهبي أحد أهم هذه العوامل.

وقد أسهمت الدولة الحديثة في تخفيف الحمولات السياسية المذهبية إلى حد بعيد، باستثناء الفكرة السياسية الشيعية التي لا تزال جاثمة على النظام السياسي الإيراني بثقلها التاريخي والجغرافي والعرقي.