20% -

مدارس الأئمة والخطباء التركية .. قصة الصراع والتحولات الفكرية

20,00$

Description

نبذة عن دراسة مدارس الأئمة والخطباء

تناولت الدراسة النظام الإداري والتعليمي والمالي  في مدارس الأئمة والخطباء، مع بيان الأبعاد الفكرية والنظرية المؤسسة لهذه المدارس، ورصدت التأثيرات الداخلية والخارجية في مدارس الأئمة والخطباء في تركيا، وعلاقتها بتشكيل وجهة نظر فكرية ومعرفية خارجة عن نطاق المجتمع التركي العام، ووضحت العلاقة التبادلية بين المجتمع التركي ومدارس الأئمة والخطباء، وإمكانية الاستفادة من التجربة خارج تركيا.

 من مقدمة الدراسة

التعليم واحدٌ من أهم الركائز الأساسية لنهضة الأمم والشعوب ورُقِـيِّ الأفراد والمجتمعات. فبتطور قيمة الإنسان العلمية؛ تتطور المجتمعات وتنهض. ذلك.. أن العلم يسهم بدرجة أساسية في بناء الأهداف، ورسم الخطط، وإعداد المؤشرات، ومراقبة الأداء، وتحقيق التفاعل، وزيادة الوعي، واليقظة والإدراك.

وأهمية العلم من أهمية العقل نفسه. ومن هنا.. تتبين ضرورةُ بناء العقل معرفيًّا؛ لأن العقل البشري هو الرصيد الأثمن والقيمة العليا للفرد والمجتمع. من هنا.. تحتاج عقول الأمة إلى اهتمام كبير، وبناء معرفي واسع، بما يتناسب وطبيعةَ الزمان والمكان، وبما يفي بمتطلَّبات العصر.

وحيث إن تركيا، منذ قديم الزمان، موطنٌ للعديد من الأقوام والعرقيات، كما أنها تعتبر نقطة التقاء بين أورُبَّا وآسيا، وملتقى كثير من الحضارات القديمة.. فقد كانت، لهذه الطبيعة ولهذا الموقع المهم، انعكاساتٌ إيجابية على البناء الحضاري والثقافي لأهل هذه الأرض، ومنها: التشجيع على قيام عدد من المدارس عبر التاريخ، وخصوصًا في عهد الدولة العثمانية، التي اهتمت بالتعليم الديني وغير الديني بشكل كبير، وأعادت إحياءه في إطار الحضارة الإسلامية (واسعةِ المجال المعرفي، وفسيحةِ الـنِّـطاق الجغرافي).

وما تزال مدارس الأئمة والخطباء، منذ جذورها في العهد العثماني وحتى اليوم، هي الجهةَ الـمَنوطةَ بها مهمةُ التعليم الديني في تركيا،. فهي امتداد للتعليم الديني العثماني، رغم أنها لم تتأسس بشكل رسمي إلا في “العصر الحديث”، في سنة 1342هـ/ 1924م. ولم تنتظم مسيرتها دون انقطاعات مؤثرة (كما حصل بعد سنواتٍ من تأسيسها الرسمي) إلا في تاريخ 12 محرَّم 1371هـ/ 13 تشرين الأول = أكتوبر 1951م، مخصِّصةً مساحةً واسعة من مناهجها للتعليم الديني، إلى جوار اهتمامها بالعلوم الاجتماعية والفنية وغيرها من العلوم المعاصرة، إضافة إلى تعليم عدد من اللغات الأساسية (بالإضافة طبعًا إلى اللغة التركية)، وأهمها: العربية والإنجليزية والألمانية والإسبانية والروسية.