عقد مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، يوم الجمعة الموافق 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اللقاء الأول للباحثين في مشروع موسوعة الفقه السياسي الإسلامي بحضور رئيس الهيئة الاستشارية للمشروع مستشار المركز البرفيسور سيف الدين عبد الفتاح، الذي هدف إلى التعريف بالمشروع ورؤيته التأسيسية، والمنهجيات المعتمدة للعمل في المشروع.
وأكد البرفيسور سيف الدين عبد الفتاح أن أهمية مشروع موسوعة الفقه السياسي تأتي في سياق الحفاظ على التراث الإسلامي من خلال المساهمة في تأسيس منطلقات النهضة والحضارة التي تشهدها الأمة.
وأردف قائلاً: “ستكون مهمة المشروع جمع التراث ومحاولة تقريبه للباحثين والمهتمين بالثقافة الإسلامية التراثية، والمحافظة على هوية الأمة وحضارتها”.
وبين عبد الفتاح أن أبرز الأسس التي يستند إليها مشروع الموسوعة تكمن في الدليل الإرشادي والرؤية التأسيسية والمنهجية العلمية، إلى جانب الهيكل الخاص بالمشاركين والمشرفين عليه، مشيراً إلى عدد مكثف من اللقاءات والمقابلات لاختيار الباحثين والمتخصصين، الذين بدورهم سيسهمون في إعداد الموسوعة بمواضيعها وأبحاثها.
وأوضح أن مواضيع الفقه السياسي الإسلامي والفكر الإسلامي السياسي لم يؤلف فيهما بطريقة واحدة ولا منهج منضبط متكامل يحاول بأي شكل فهم الخارطة المعرفية للتراث الإسلامي، ما يعني أن الهدف الأسمى من المشروع هو تقديم التراث السياسي الإسلامي للأمة في صورة منظمة وممنهجة ومصنفة ومحكمة أيضاً.
وبين مستشار مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، خلال لقاء بواسطة برنامج “الزوم” مع 26 باحثاً، تم اختيارهم للعمل ضمن مشروع موسوعة الفقه السياسي الإسلامي، ضرورة خدمة المواضيع والمقترحات المقدمة، وأن تكون ذات أولوية للباحثين، موضحاً أنه “سيكون العمل منفتحاً على كل الاقتراحات المقدمة وتقييمها من قبل لجنة علمية مختصة ضمن اهتمامات الموسوعة”.
وأثرى اللقاء مجموعة من الأسئلة والاستفسارات من قبل الباحثين المشاركين في مشروع الموسوعة، دارت حول الشكل العام للأبحاث التي ستقدم، وآلية مصادر المعلومات ومراجعها، بالإضافة إلى اقتراح مواضيع الأبحاث التي سيعتمدها مشروع الموسوعة، والفلسفة العامة من حيث المفاهيم والقضايا التي سيتناولها المشروع.
وعليه، أوضح رئيس الهيئة الاستشارية الكثير من النقاط حول الاستفسارات والمقترحات المقدمة من قبل الباحثين المشاركين.
وبين في الوقت نفسه التصور العام لشكل الموسوعة، حيث سيكون في نسختين، النسخة الورقية، وتضم الأبحاث التي أعدها الباحثون، والثانية هي النسخة الإلكترونية، وتتكون من ثلاثة أقسام، القسم الأول البحوث: وهي الأبحاث التي يعدها الباحثون الذين يعملون في الموسوعة، والقسم الثاني النصوص: ويضم النصوص المقتبسة من مصادر التراث، وتجمَع وتبوَّب في قسم خاص، ويكون الربط بينها وبين البحوث إلكترونياً عن طريق (hypertext)، أما القسم الثالث فهو المكتبة: وتضم كل المؤلفات والمصنفات التي كتبت في قسم الفقه السياسي الإسلامي.
وأبدى الباحثون المشاركون في مشروع موسوعة الفقه الإسلامي اعتزازهم بالانضمام إلى المشروع، الذي سيضع الكثير من النقاط على مفاهيم التراث والهوية من منظور إسلامي، إلى جانب تأكيدهم حاجة الباحثين إلى ضبط العديد من المفاهيم حول السياسة الشرعية والفكر الإسلامي.