13% -

الاتحاد العام التونسي للشغل

7,00$

Description

نبذة من كتاب الاتحاد العام التونسي للشغل

تموقَعَ الفاعل المدني -الاتحاد العام للشغل- كشريك أساسي في مختلف اللحظات الفاصلة ومنجزات المرحلة الانتقالية،. حيث تميز بدور الوسيط المفاوض كلما تزعزعت شرعية السلطة الحاكمة. والتدخل في إعادة هندسة المشهد السياسي التونسي كلما “تصدع جهاز الهيمنة” على حد تعبير المفكر غرامشي[3]، مثلما حصل تحضيرًا للمجلس الوطني التأسيسي، وصياغة الدستور الجديد، والحوار الوطني خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي.

أثبتت المشاركة المدنية السياسية للاتحاد العام التونسي للشغل أن إدارة الشؤون العامة ليست حكرًا على مؤسسات الدولة، بل تتجاوزها إلى المجتمع المدني، بمعنى أنَّ المنظمات المدنية العريقة تصبح الأكثر قدرة على تشكيل بنى الهيمنة والنفوذ داخل الشارع والمشهد السياسي في الآن ذاته، بعد تصدع شرعية منظومة الحكم وعدم اكتمال معالمها، لذا يرى الباحث الأكاديمي “سالم لبيض” أنَّ التداخل بين السياسي الوطني والنقابي المطلبي يعد خصوصية تونسية بامتياز، استمرت في مختلف ردهات التاريخ السياسي التونسي المعاصر، فالاتحاد هو الذي قاد المفاوضات الاجتماعية كل ثلاث سنوات التي كانت تؤدي إلى الزيادة في الأجور”[4].

في الواقع، وعلى الرغم من بعض الأزمات المؤقتة التي لطالما حدثت بين كل الأنظمة التونسية الحاكمة والاتحاد العام التونسي للشغل،. فإنَّ اكتمال البنية النقابية للنسيج الاقتصادي والاجتماعي دفع نحو علاقات تعاون ومهادنة،. فقد تبنت الدولة التونسية بشكل واضح نموذج التعاضدية المهنية النقابية، التي تمنح مزايا عدة لممثلي الاتحاد العمالي،. بمعنى آخر تم تثبيت معادلة العمل ورأس المال، مقابل الولاء السياسي للنظام الحاكم.

فمكونات المشهد السياسي، حيث يتعدد الفاعلون في الدولة الحديثة بحكم تطور الانظمة السياسية،. تعتمد على ميكانيزمات التعاون والتشارك في إدارة الشأن العام مؤسساتيًا ومجتمعيًا،. وتتميز مكونات السياسية برضوخها غالبًا إلى ضروريات الانفتاح،. بما فيها التعاون مع المجتمع المدني والأحزاب المعارضة وغيرها من الفاعلين في إطار مؤسسات الدولة.

وقد تمكنت النخب الاجتماعية من التأثير في مسارات الانتقال الديمقراطي،. بعد أن كانت أغلبها مهمشة أو مُتخفية خلف الزعيم الواحد ما قبل اندلاع انتفاضات الربيع العربي،. لذا يرى الكثير من الباحثين أنَّ اتسام دور النخب المدنية الاجتماعية بالعمل السياسي مهم على الفاعل النقابي، على الرغم من تهميشه لعدة عقود وإسقاطه من دوائر الاهتمام[5].