29% -

هيومن رايتس ووتش .. التجربة والتأثير

5,00$

الوصف

نبذة عن كتاب منظمة هيومن رايتس ووتش

تناقش هذه الدراسة تجربة منظمة “هيومن رايتس ووتش” من خلال تسليط الضوء على أهدافها واستراتيجياتها، من أجل إدراك أسباب فاعليتها ونفوذها على مستوى عالمي، وما الأسباب التي أدت إلى انتشارها عالمياً.

قدمت الدراسة خلفية تاريخية حول تطور مفهوم حقوق الإنسان وتوسعه على مدار عقود ليشمل مختلف المجالات الحقوقية المتعارف عليها حالياً. كما تتبعت مسار تطور أداء منظمة “هيومن رايتس ووتش” وتبلور أهدافها واستراتيجياتها ووظائفها، وكيف تفاعلت مع المستجدات السياسية والحقوقية على مستوى عالمي. إضافة إلى استعراض أبرز إنجازات المنظمة على صعيد عالمي. واختتمت بتقديم نظرة نقدية لتلك الأدوار والإنجازات.

ولعل من أبرز المنظمات الحقوقية الفاعلة في هذا الجانب على مستوى دولي منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش”، التي اكتسبت صيتها من خلال نفوذها في المنظمات الدولية، وسعة انتشارها في مختلف دول العالم، إضافة إلى آلياتها الممنهجة في إعدادها لتقارير حقوق الإنسان وسعيها من خلال أدوارها وشراكاتها المختلفة لخلق تأثير فيما يتعلق بوقف الانتهاكات الإنسانية في مختلف دول العالم.

خاتمة

على الرغم من كثرة الانتقادات التي وجهت للمنظمة ما زالت تحتفظ بسمعتها بصفتها إحدى المنظمات الدولية الأكثر فاعلية في مجال حقوق الإنسان، بل وتعد إحدى أبرز الجهات التي تمثل مصدر قلق لبعض الدول الدكتاتورية لكونها تحرص على رفع تقاريرها المعمقة والمتخصصة بشكل دوري لترصد فيها مختلف مجالات الانتهاكات التي ترتكبها مختلف أطراف الصراع، ومن بينها تلك الدول التي تصنف على أنها دول دكتاتورية أو استبدادية.

وتحرص المنظمة على دحض الاتهامات الموجهة إليها من خلال التزامها بالمعايير الدولية المتعلقة بالشفافية والإدارة المنهجية، كما تجيب عن كثير من الانتقادات الموجهة لها بإنجازات تحققها على مستوى دولي، سواء أكان ذلك في مجال حقوق الإنسان أم في المجالات التي استُحدِثت في مراحل لاحقة من عمر نشاط المنظمة.

لكن لا بد من الإشارة إلى قضية غاية في الأهمية تتعلق بخطورة الطرح الذي تنتهجه منظمة “مراقبة حقوق الإنسان”، فهي من خلال العلاقات الدولية الموسعة، إضافة إلى خبرتها الطويلة وسمعتها الدولية، قادرة على أن تخلق تأثيرات إيجابية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها في نفس الوقت قادرة على أن تلعب دوراً خطيراً في انتهاك خصوصيات الشعوب والثقافات الأخرى دون أن تحترم التنوع الديني والثقافي والهوياتي، خصوصاً ما يتعلق بالمقاربات الحقوقية المستجدة التي طرأت على جدول أعمالها السنوي منذ العام 2017-2018، إذ سُلط الضوء على حقوق المثليين وعُدَّ حقاً أصيلاً لا ينفك عن مفهوم الحرية الذي جاء به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

قد يبدو أنه لا مشكلة في تضمين تلك الحقوق ضمن الحقوق الإنسانية التي ينبغي أن تحترمها مختلف منظمات حقوق الإنسان، لكن في الحقيقة الأمر لن يقتصر على تضمين هذا الحق كخطاب أو بروتوكول، بل الخطورة تكمن في أن هذا الخطاب سيُفرَض على مختلف الدول- خصوصاً تلك النامية- من خلال قاعدة استغلال حاجة هذه الدول إلى قروض دولية من أجل تمرير هذه السياسات وإجبارها على توقيع الاتفاقيات.