ترمي دراسة الصوفية الوظيفية إلى تفكيك أشكال الانخراط الفعال والمؤثر للعديد من الطرق الصوفية ومشايخها في خدمة مشاريع وأجندات ترتبط ارتباطاً مباشراً بالمشهد السياسي،. على الرغم من مضامينها الروحانية وانسحابها الظاهري من الفضاء العام في زمن ما بعد الحداثة، بحيث وُظِّفت هذه الطرق الصوفية كفاعل أساسي في تثبيت أو قلب موازين القوى في العالم الإسلامي، خاصة في أوقات احتداد الصراعات حول السلطة؛ لِما تتميّز به من تأثير عميق في وجدان المسلمين، وشدّة تغلغلها في النسيج المجتمعي، وارتباط طقوسها بالمخزون الثقافي للأغلبية المسلمة. ولكشف هذا البعد الوظيفي البراغماتي للطرق الصوفية فقد قسمت الدراسة إلى ثلاثة محاور كبرى: أوَّلها المقدمة الديمغرافية للصوفية، وثانيها تاريخ الفكر السياسي الصوفي، أمّا ثالثها فهو الصوفية السياسية في العصر الحديث.
