|

حرب-اسرائيل-وايران

حدود التصعيد بين إسرائيل وإيران عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي

وحدة الرصد والتحليل

|

2018-05-16

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
وحدة الرصد والتحليل

|

2018-05-16

|

طباعة

|

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest
وحدة الرصد والتحليل

|

2018-05-16

|

طباعة

مشاركة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on pinterest

في العاشر من مايو/أيار شنت إسرائيل هجمات صاروخية على عدة مواقع قال جيش الاحتلال إنها تابعة لفيلق القدس وأخرى للاستخبارات الإيرانية. وقد أطلق جيش الاحتلال 60 صاروخَ جو أرض، و10 صواريخ أرض أرض، جاء ذلك بعد أن سقطت عدة قذائف في الجولان المحتل.

لم تتقبل الأطراف الموقعة على خطة العمل المشتركة، المعنية بإلزام إيران بتخفيض نشاطاتها النووية، إعلان ترامب، فالتعليقات التي أعقبت القرار الأمريكي توالت من جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والصين، وروسيا)، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، كلها عبرت عن الأسف من جراء هذه الخطوة الأمريكية غير المبررة.

وفي حين لا يزال الشروع في تطبيق العقوبات الاقتصادية التي وعد الرئيس ترامب بتنفيذها ضد إيران بعد 6 أشهر متأخراً قليلاً، فإن الإصرار الأمريكي وتأييد إسرائيل وبعض دول الخليج قد يحول دون رأب الصدع الذي يمهد بشكل كبير جداً لانهيار الاتفاق النووي مع إيران، وتدور الشكوك بشأن تفاقم المناوشات بين الكيان الإسرائيلي وإيران، في سوريا على وجه التحديد، إذ من الممكن أن تتزايد الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية على إثر انهيار الاتفاق النووي مع الغرب.

ويبقى السؤال: هل بات الصراع بين إسرائيل وإيران مرتبطاً بديناميكيات الاتفاق النووي؟ وما أشكال التشابك المتوقعة في حال عادت إسرائيل لضرب مواقع عسكرية في سوريا؟

الاتفاق النووي نظرة من زاويتين

الحث الإسرائيلي على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران جاء في سياق التخوفات المتراكمة الأمريكية الإسرائيلية من جراء السياسة الإيرانية المسلحة عابرة الحدود، لا الخروج باتفاق يقضي على الطموحات النووية الإيرانية فقط. لقد كان السلوك الأمريكي الذي تجسده وعود الرئيس ترامب بإلغاء الاتفاق- المعيب على حد قوله- مخيباً لآمال الدول الأوروبية التي سعت على مدار أكثر من عقد، منذ 2003، إلى حلحلة الملف النووي الإيراني، والخروج بأكثر الاتفاقيات نجاحاً في الدبلوماسية الحديثة كما يراها الأوروبيون.

إن أكثر ما يهم الأوروبيين، الذي بدوره قاد بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى وضع صيغة الاتفاق أمام الأمريكيين، هو خفض احتمالات وقوع حروب في منطقة الشرق الأوسط، والتقليل من خطورة سباق تسلح في المنطقة سينشر الفوضى في حال انطلاقه إلى حدود أوروبا.

وحتى مع إدراك الإسرائيليين أن إقدام أوباما على القبول بالاتفاق النووي مع إيران يمكن أن يقلص من فرص امتلاك إيران للسلاح النووي، فإن الرغبة الإسرائيلية تقوم على التفرد بامتلاك سلاح نووي في المنطقة، وذلك ينطوي على قدرة حلول الدول الغربية على الحد من قدرات إيران النووية.

لقد سعى الرئيس الفرنسي، في شهر أبريل/نيسان الماضي، خلال زيارته للولايات المتحدة، ومن بعده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في زيارتها الشهر الحالي، إلى محاولة ثني الرئيس ترامب عن اتخاذ قرار الانسحاب.

اليوم أعربت إسرائيل عن نيات جديدة لا تقتصر على امتلاك السلاح النووي دون غيرها في المنطقة، ذلك أن السياسة الإيرانية في المنطقة، خصوصاً في سوريا، غدت أكثر حساسية من احتمال امتلاك إيران سلاحاً نووياً بعد 2025، وهو الموعد الذي تتوقف معه خطة العمل المشتركة الضابطة لسلوك إيران النووي، ومن ثم حفز استقواء إيران بحلفائها الذين باتوا في مواقع أكثر نفوذاً وقوة من قبل، في لبنان والعراق، إلى شعور إسرائيل بخطورة هذا الامتداد الذي قد يربط المصالح الإيرانية بالبحر المتوسط مباشرة، وهذا سيسمح لإيران ليس فقط الوصول إلى السوق الأوروبية بسهولة، ولكن سيمس المصلحة الإسرائيلية في ضبط إيقاع التحكم في القوة في الجوار.

المطالب الإسرائيلية خلف انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي

لقد شاركت إسرائيل مخاوفها مع حليفها الأمريكي الذي يشاركه شركاؤه في الخليج ذات المخاوف، فبعد إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي المسؤول الأول الذي علق على القرار بقوله: “إن إيران لا تزال تدعم الإرهاب، وتتخذ من سوريا موقعاً لمهاجمة إسرائيل”، وقد ارتأى ترامب أن أفضل حلفائه يستحقون التفريط بالاتفاق النووي مع إيران حتى لو لم يستطع أن يغير من رأي الأوروبيين.

يبدو أن إسرائيل غير قادرة على مجاراة السياسات الإيرانية في سوريا حيث تلجأ إيران إلى خيار الحرب بالوكالة مع خصومها في سوريا واليمن والعراق أيضاً، لهذا تنتهز إسرائيل تآكل الشرعية الدولية لنظام بشار التي اخترقت أكثر من مرة من قبل الدول الغربية، لتسديد ضرباتها الجوية لإيران في سوريا، وهذه الثغرة محرجة لإيران؛ فهي لا تستطيع الرد بشكل مناسب على حجم الضربات الإسرائيلية؛ لعلمها بالموقف الدولي الذي سينكر السلوك العدائي من إيران، وإذ لم تقدر إسرائيل على الحرب بالوكالة، بالإضافة لتردد الدول العربية المناهضة لإيران في كبح جماح قدراتها العسكرية في المنطقة، فإن حاجتها إلى التأثير في توازن القوى في المنطقة يقودها إلى تبني سلوكين اثنين:

الأول: التضييق على إيران من خلال إلغاء الاتفاق النووي وإفشال كل خطوط إنعاش إيران المنهكة من سنوات العقوبات الاقتصادية، وإجبارها على العودة إلى مساحة أصغر.

الثاني: استمرار الضربات الجوية بين فينة وأخرى على المواقع الإيرانية، وإلحاق ضرر متراكم بالنقاط الحيوية العسكرية لإيران ونظام بشار، وهي بمنزلة تنبيه دائم لإيران من أن توسع مصالحها في سوريا سيعرض حلفاءها للخطر.

روسيا ومحاولة ضبط إيقاع الصراع

تُظهِر التعقيدات السياسية والعسكرية في سوريا حدوث تشابك مستمر للمصالح الدولية في الصراع السوري، وتقف إيران وإسرائيل على مقربة من اشتباك أكثر عنفاً، حيث تبدو الساحة السورية مسرحاً محتملاً لصراع من هذا النوع، وبالنظر إلى الوجود الروسي في سوريا فإن التفكير في خيارات التحرك العسكري في الساحة السورية ليس بالأمر السهل.

لقد أثبت التحالف الروسي الإيراني أنه قادر على إنقاذ حليفه في سوريا، حيث أضافت التفاهمات بين روسيا وإيران بعداً خاصاً في موضوع العلاقة التكاملية بين إيران في الأرض وروسيا في السماء، إلا أن هذا لا يعني تحالفاً إيجابياً ومقبولاً بشدة من قبل الطرفين، ويأتي إعلان روسيا وإسرائيل وجود تنسيق مستمر بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل ضربات على مواقع إيرانية وأخرى تابعة لنظام بشار، فاللقاءات الإسرائيلية الروسية تضمنت مناقشات واسعة حول ضرورة استمرار التنسيق العسكري، وبدا ذلك في لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الروسي في موسكو، في 9 من مايو/أيار، هذا التنسيق قد يعني قبول روسيا بهذه الضربات المحدودة التي تضعف إيران قليلاً وتردعها، في إطار التوازن الذي تقبل به روسيا وإسرائيل في سوريا.

تعلم روسيا أن الدور الإيراني يجب أن يظل محدوداً في سوريا، كما تدرك القلق الإسرائيلي الشديد حيال التوسع العسكري لإيران في سوريا، ويجب على روسيا أن تمنع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية التي ستضر بمصالحها قبل أي طرف آخر، ويمكن لروسيا أن تمارس دوراً تفاوضياً بين إسرائيل وإيران في سوريا من دون الميل إلى أي طرف، كما أن روسيا ستعلم بأي ضربة عسكرية في سوريا من قبل الإسرائيليين، إذا أرادت إسرائيل أن تحافظ روسيا على تأطير السلوك الإيراني في سوريا.

احتمالات التصعيد ضد إيران بعد إلغاء الاتفاق النووي

كل السلوكيات الإسرائيلية العسكرية ضد إيران قد لا تحمل نية لتوسيع نطاق المواجهة إلى حرب مباشرة، فالاحتمالات التي تنطوي على الجهود الدبلوماسية نحو إقرار صيغة تقلص من وجود إيران في سوريا ودعمها لحليفها في لبنان (حزب الله) قد تزداد صعوبة بعد قرار ترامب إلغاء الاتفاق النووي.

لقد وجه ترامب انتقاده لبنود الاتفاق- المعيبة كما وصفها- لأنها لم تشمل اتفاقاً بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية، وكذلك سياسة إيران في المنطقة؛ المتمثلة في دعم الجماعات المسلحة، وهذا يعني أن إلغاء الاتفاق جاء للضغط من أجل أن تغير إيران من سياستها في المنطقة، ومن ثم فإن العقوبات الاقتصادية قد تعمل على إرباك السياسة الداخلية لإيران، وهو ما سينتج عنه تراجع في قدرات إيران المالية والعسكرية، لكن تعويل الرئيس ترامب، وكذلك إسرائيل، على نتائج الاتفاق النووي يحتمل أن تكون غير مجدية في حال لم تتجاوب الدول الموقعة على الاتفاق مع التوجهات الأمريكية، خصوصاً الصين وروسيا، ووفقاً لأهمية العلاقات الروسية الإيرانية ستحاول روسيا التحايل على الإجراءات الأمريكية في حال شعرت بأن هناك دوراً أمريكياً وإسرائيلياً يمكن أن يقوض جهودها في سوريا، ويمكن رصد أكثر الاحتمالات المتوقع حدوثها بين إسرائيل وإيران:

أولاً: سيناريو الضربات المحدودة

يبقى التصعيد محتملاً إلى حد كبير- من دون أن يكون حتمياً- بين إسرائيل وإيران في سوريا، فمن المتوقع أن تصر إسرائيل على إبقاء الإيرانيين في حدود عمل متفق عليها مع روسيا، ومثل هذا الاتفاق ينبغي أن يحدث مع استمرار ضرب المواقع الإيرانية بين فينة وأخرى، فمن جهة تفضل روسيا مثل هذا الشكل من المواجهة الذي يضعف من النفوذ القوي على الأرض، ومن جهة ثانية تحافظ موسكو على موقعها دون الدخول في حرب مباشرة، وإخفاق إيران إلى الحد الذي يتركها وحيدة، وهذا السيناريو هو المرجح.

ثانياً: سيناريو الاتجاه نحو الحرب المباشرة

تدرك كل من إسرائيل وإيران خطورة الدخول في حرب مباشرة، لا سيما أن المحيط المجاور لكل من الدولتين يدفعهما إلى الانكفاء عن خيار حرب واسعة، وقد يكون التكهن باتخاذ إسرائيل قرار المواجهة والبدء بالتحرك بشكل مباشر ضد إيران صعباً، لكنه وارد في حالتين:

  • وصول إيران إلى نقطة تمركز عسكرية بحرية على البحر المتوسط عبر الساحل السوري، فمثل هذه الحالة ستكون ناقوس خطر يهدد إسرائيل التي باتت محاطة بقوات إيرانية أو تابعة لإيران في سوريا ولبنان، ومن ثم من المتوقع أن تخاطر إسرائيل بضرب المصالح الإيرانية وتعطيل جميع المنشآت العسكرية داخل سوريا، وهذا الخيار ربما يؤذن بحرب مباشرة بين البلدين.
  • في حال قاربت إيران امتلاك سلاح نووي في السنوات القادمة فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي، وهذا سيقود إلى احتمال توجيه ضربات استباقية تدمر القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، ومثل هذا الإجراء يطاله كثير من الغموض حيال إمكانية حصول إيران على سلاح نووي قبل أن تخسر الكثير من إمكانياتها من جراء العقوبات الاقتصادية، وعدم تحمل الشعب الإيراني لظروف التضييق الاقتصادي، حينها قد لا تستطيع إيران الحصول على السلاح النووي.

الكلمات المفتاحية :