Description
نبذة من كتاب سلطنة عمان .. المجتمع والسياسة الخارجية
تعد سلطنة عمان دولة عريقة، تتمتع بحضور تاريخي مشهود بالتواصل مع محيطها الإقليمي والدولي والتأثير فيه، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي في الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية عند مدخل الخليج وموقعها بمنزلة الركن الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ويمكنها من التحكم في مضيق هرمز الاستراتيجي وحركة الملاحة البحرية.
كما تمتعت سلطنة عمان بنفوذ خارجي على مدى قرون، وتنافست، في القرن التاسع عشر، مع البرتغال وبريطانيا على النفوذ في منطقتي الخليج والمحيط الهندي،. حيث حمَّل الموقعُ الاستراتيجي عمان مسؤوليةَ حماية مدخل الخليج العربي الذي تتنافس عليه القوى الكبرى منذ قرون.
إضافة إلى ذلك فإن المجتمع العماني الذي يعد الأكثر تمسكاً بالأعراف والتقاليد، يتميز بالتعدد المذهبي، الذي انعكس على نظام الحكم في سلطنة عمان،. حيث حافظ على تعايشه واستقراره رغم حالات الاستقطاب المذهبي والجهوي والسياسي المحيطة به في الدول الإقليمية.
تأتي أهمية هذه الدراسة من خصوصية المرحلة التي تمر بها سلطنة عمان، حيث انتقلت السلطة إلى السلطان هيثم بن طارق، بعد قرابة نصف قرن من حكم السلطان قابوس بن سعيد، الذي استمر حكمه بين عامي 1970-2020، عقب انقلابه على والده السلطان سعيد بن تيمور، الذي تولى الحكم عام 1932.
وقد تميز عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد بالتغلب على حركات التمرد والعصيان الداخلي، والانفتاح على المحيط الخارجي، ،. والإسهام في بناء مؤسسات اقتصادية وصحية وتعليمية واجتماعية وعسكرية، وهو ما مكن السلطنة من الاستقرار الداخلي. ويواجه خلَفه السلطان الجديد هيثم بن طارق العديد من التحديات الداخلية والخارجية، تتمثل في استحقاقات التحديث والتطوير،. وتحسين الاقتصاد على المستوى الداخلي، وإمكانية الاستقرار في بيئة مضطربة على المستوى الخارجي،. حيث يمكن أن تفرض الأحداث الإقليمية تغيراً في نمط وتوجهات السياسية الخارجية العمانية تُصعِّب الاستمرار في النمط السابق.
تناولت الدراسة خصائص المجتمع العماني، وأثر التعدد الموجود فيه في العلاقات البينية،. وتطرقت إلى نظام ومنظومة الحكم وتفاعلاته، وعلاقته بالمذهب والأسرة، وكيفية انتقال السلطة،. كما تناولت دوافع السياسة الخارجية، وإسقاطاتها على مواقف سلطنة عمان تجاه أبرز القضايا العربية والإقليمية